الفرنج وجاءت البريدية بذلك فدقت البشائر في بلاد المسلمين وفرحوا بذلك فرحا شديدا وفيها ورد خبر من بلاد المغرب بأنهم انتصروا على الفرنج وقتولو منهم خمسة وأربعين ألفا واسروا عشرة آلاف واسترجعوا منهم ثنتين وأربعين بلدة منها برنس واشبيلية وقرطبة ومرسية وكانت النصرة في يوم الخميس رابع عشر رمضان سنة ثنتين وستين .
وفي رمضان من هذه السنة شرع في تبليط باب البريد من باب الجامع إلى القناة التي عند الدرج وعمل في الصف القبلي منها بركة وشاذروان وكان في مكانها قناة من القنوات ينتفع الناس بها عند انقطاع نهر ماناس فغيرت وعمل الشاذروان ثم غيرت وعمل مكانها دكاكين .
وفيها استدعى الظاهر نائبه على دمشق الامير آقوش فسار إليه سامعا مطيعا وناب عنه الامير علم الدين الحصني حتى عاد مكرما معزوزا .
وفيها ولي الظاهر قضاة من بقية المذاهب في مصر مستقلين بالحكم يولون من جهتهم في البلدان أيضا كما يولى الشافعي فتولى قضاء الشافعية التاج عبد الوهاب ابن بنت الاعز والحنفية شمس الدين سليمان والمالكية شمس الدين السبكي والحنابلة شمس الدين محمد المقدسي وكان ذلك يوم الاثنين الثاني والعشرين من ذي الحجة بدار العدل وكان سبب ذلك كثرة توقف القاضي ابن بنت الاعز في أمور تخالف مذهب الشافعي وتوافق غيره من المذاهب فاشار الامير جمال الدين ايد غدي العزيزي على السلطان بأن يولي من كل مذهب قاضيا مستقلا يحكم بمقتضى مذهبه فأجابه إلى ذلك وكان يحب رأيه ومشورته وبعث بأخشاب ورصاص وآلات كثيرة لعمارة مسجد رسول الله A وأرسل منبرا فنصب هنالك .
وفيها وقع حريق عظيم ببلاد مصر واتهم النصارى فعقابهم الملك الظاهر عقوبة عظيمة .
وفيها جاءت الاخبار بان سلطان التتار هولاكو هلك إلى لعنة الله وغضبه في سابع ربيع الاخر يمر من ؟ ؟ ؟ الصرع بمدينة مراغة ودفن بقلعة تلا وبنيت عليه قبة واجتمعت التتار على ولده أبغا فقصده الملك بركة خان فكسره وفرق جموعه ففرح الملك الظاهر بذلك وعزم على جمع العساكر ليأخذ بلاد العراق فلم يتمكن من ذلك لتفرق العساكر في الاقطاعات .
وفيها في ثاني عشر شوال سلطن الملك الظاهر ولده الملك السعيد محمد بركة خان وأخذ له البيعة من الأمراء وأركبه ومشى الأمراء بين يديه وحمل والده الظاهر الغاشية بنفسه والأمير بدر الدين بيسرى حامل الخبز والقاضي تاج الدين والوزير بهاء الدين ابن حنا راكبان وبين يديه وأعيان الأمراء ركبان وبقيتهم مشاة حتى شقوا القاهرة وهم كذلك .
وفي ذي القعدة ختن الظاهر ولده الملك السعيد المذكور وختن معه جماعة من أولاد الأمراء وكان يوما مشهودا