المستفيء العادل في أفعاله ... الصادق الصدوق في أقواله ... والناصر الشهم الشديد الباس ... ودام طول مكثه في الناس ... ثم تلاه الظاهر الكريم ... وعدله كل به عليم ... ولم تطل أيامه في المملكة ... غير شهور واعترته الهلكة ... وعهده كان إلى المستنصر ... العادل البر الكريم العنصر ... دام يسوس الناس سبع عشرة ... وأشهرا بعزمات بره ... ثم توفي عام أربعينا ... وفي جمادي صادف المنونا ... وبايع الخلائق المستعصما ... صلى عليه ربنا وسلما ... فأرسل الرسل إلى الافاق ... يقضون بالبيعة والوفاق ... وشرفوا بذكره المنابرا ... ونشروا في جوده المفاخرا ... وسار في الافاق حسن سيرته ... وعدله الزائد في رعيته ... .
قال الشيخ عمادا لدين ابن كثير C تعالى ثم قلت أنا بعد ذلك أبياتا ... ثم ابتلاه الله بالتتار ... أتباع جنكيزخان الجبار ... صحبته ابن ابنه هولاكو ... فلم يكن من أمره فكاك ... فمزقوا جنوده وشمله ... وقتلوه نفسه وأهله ... ودمروا بغداد والبلادا ... وقتلوا الاحفاد والاجدادا ... وانتهبوا المال مع الحريم ... ولم يخافوا سطوة العظيم ... وغرهم إنظاره وحلمه ... وما اقتضاه عدله وحكمه ... وشغرت من بعده الخلافة ... ولم يؤرخ مثلها من آفة ... ثم أقام الملك اعني الظاهرا ... خليفة أعني به المستنصرا ... ثم ولى من بعد ذاك الحاكم ... مسيم بيبرس الامام العالم ... ثم ابنه الخليفة المستكفي ... وبعض هذا للبيب يكفي ... ثم ولى من بعده جماعة ... ما عندهم علم ولا بضاعة ... ثم تولى وقتنا المعتضد ... ولا يكاد الدهر مثله يجد ... في حسن خلق واعتقاد وحلى ... وكيف لا وهو من السيم الاولى ... سادوا البلاد والعباد فضلا ... وملأوا الاقطار حكما وعدلا ... اولاد عم المصطفى محمد ... وأفضل الخلق بلا تردد