العجم منها وحظى عند الملوك والوزراء والأمراء وتردد إليه العلماء والملوك وأنباؤهم كان الأفضل ابن صلاح الدين وهو صاحب دمشق يتردد إليه في منزله وكذلك أخوه المحسن والمعظم ملك دمشق كان ينزل إليه إلى درب العجم يقرأ عليه في المفصل للزمخشري وكان المعظم يعطى لمن حفظ المفصل ثلاثين دينارا جائزة وكان يحضر مجلسه بدرب العجم جميع المصدرين بالجامع كالشيخ علم الدين السخاوي ويحيى بن معطى الوجيه اللغوي والفخر التركي وغيرهم وكان القاضي الفاضل يثنى عليه قال السخاوي كان عنده من العلوم مالا يوجد عند غيره ومن العجب ان سيبويه قد شرح عليه كتابه وكان اسمه عمرو واسمه زيد فقلت في ذلك ... لم يكن في عهد عمرو مثله ... وكذا الكندي في آخر عصر ... فهما زيد وعمرو إنما ... بنى النحو على زيد وعمرو ... .
قال أبو شامة وهذا كما قال فيه ابن الدهان المذكور في سنة ثنتين وتستعين وخمسمائة ... يا زيد زادك ربي من مواهبه ... نعما يقصر عن إدراكها الأمل ... النحو أنت أحق العالمين به ... أليس باسمك فيه يضرب المثل ... .
وقد مدحه السخاوي بقصيدة حسنة وأثنى عليه أبو المظفر سبط ابن الجوزي فقال قرأت عليه وكان حسن العقيدة ظريف الخلق لا يسأم الانسان من مجالسته وله النوادر العجيبة والخط المليح والشعر الرائق وله ديوان شعر كبير وكانت وفاته يوم الاثنين سادس شوال منها وله ثلاث وتسعون سنة وشهر وسبعة عشر يوما وصلى عليه بجامع دمشق ثم حمل إلى الصالحية فدفن بها وكان قد وقف كتبه وكانت نفيسة وهي سبعمائة وإحدى وستون مجلدا على معتقه نجيب الدين ياقوت ثم على العلماء في الحديث والفقه واللغة وغير ذلك وجعلت في خزانة كبيرة في مقصورة ابن سنان الحلبية المجاورة لمشهد علي بن زين العابدين ثم إن هذه الكتب تفرقت وبيع كثير منها ولم يبق بالخزانة المشار إليها إلا القليل الرث وهي بمقصورة الحلبية وكانت قديما يقال لها مقصورة ابن سنان وقد ترك نعمة وافرة وأموالا جزيلة ومماليك متعددة من الترك الحسان وقد كان رقيق الحاشية حسن الاخلاق يعامل الطلبة معاملة حسنة من القيام والتعظيم فلما كبر تركا لقيام لهم وأنشأ يقول ... تركتب قيامي للصديق يزورني ... لا ذنب لي إلا الاطالة في عمري ... فإن بلغوا من عش تسعين نصفها ... تبين في ترك القيام لهم عذري ... .
ومما مدح فيه الملك المظفر شاهنشاه ما ذكره ابن الساعي في تاريخ ... وصال الغواني كان اورى وأرجا ... وعصر التداني كان أبهى وأبهجا