وممن توفي فيها من الأعيان طاهر بن محمد بن طاهر .
أبو زرعة المقدسي الأصل الرازي المولد الهمداني الدار ولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة وأسمعه والده الحافظ محمد بن طاهر الكثير ومما كان يرويه مسند الشافعي توفي بهمدان يوم الأربعاء سابع ربيع الآخر وقد قارب التسعين .
يوسف القاضي .
أبو الحجاج بن الخلال صاحب ديوان الإنشاء بمصر وهو شيخ القاضي الفاضل في هذا الفن اشتغل عليه فيه فبرع حتى قدر أنه صار مكانه حين ضعف عن القيام بأعباء الوظيفة لكبره وكان القاضي الفاضل يقوم به وبأهله حتى مات ثم كان بعد موته كثير الإحسان إلى أهله رحمهم الله .
يوسف بن الخليفة .
المستنجد بالله بن المقتفي بن المستظهر تقدم ذكر وفاته وترجمته وقد توفي بعده عمه أبو نصر ابن المستظهر بأشهر ولم يبق بعده أحد من ولد المستظهر وكانت وفاته يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من ذي القعدة منها .
ثم دخلت سنة سبع وستين وخمسمائة فيها كانت وفاة العاضد صاحب مصر .
في أول جمعة منها فأمر صلاح الدين بإقامة الخطبة لبني العباس بمصر وأعمالها في الجمعة الثانية وكان يوما مشهودا ولما انتهى الخبر إلى الملك نور الدين أرسل إلى الخليفة يعلمه بذلك مع ابن أبي عصرون شهاب الدين أبي المعالي فزينت بغداد وغلقت الأسواق وعملت القباب وفرح المسلمون فرحا شديدا وكانت قد قطعت الخطبة لبني العباس من ديار مصر سنة تسع وخمسين وثلاثمائة في خلافة المطيع العباسي حين تغلب الفاطميون على مصر أيام المعز الفاطمي باني القاهرة إلى هذا الآن وذلك مائتا سنة وثمان سنين قال ابن الجوزي وقد ألفت في ذلك كتابا سميته النصر على مصر .
موت العاضد آخر خلفاء العبيديين والعاضد في اللغة القاطع ( لايعضد شجرها ) لايقطع وبه قطعت دولتهم واسمه عبد الله ويكنى بأبي محمد بن يوسف الحافظ بن المستنصر بن الحاكم بن العزيز بن المعز بن المنصور القاهري أبي الغنائم بن المهدي أولهم كان مولد العاضد في سنة ست وأربعين فعاش إحدى وعشرين سنة وكانت سيرته مذمومة وكان شيعيا خبيثا لو أمكنه قتل كل من قدر عليه من أهل السنة واتفق أنه لما استقر أمر الملك صلاح الدين رسم بالخطبة لبني العباس عن مرسوم الملك نور الدين وذلك أن الخليفة بعث إلى نور الدين فعاتبه في ذلك قبل وفاته وكان المستنجد إذ ذاك مدنفا مريضا فلما مات تولى بعده ولده فكانت الخطبة بمصر له ثم إن العاضد مرض فكانت وفاته في يوم