علي بن الحسين .
ابن محمد بن علي الزينبي أبو القاسم الأكمل بن أبي طالب نور الهدى بن أبي الحسن نظام الحضرتين ابن نقيب النقباء أبي القاسم بن القاضي أبي تمام العباسي قاضي القضاة ببغداد وغيرها سمع الحديث وكان فقيها رئيسا وقورا حسن الهيئة والسمت قليل الكلام سافر مع الخليفة الراشد إلى الموصل وجرت له فصول ثم عاد إلى بغداد فمات بها في هذه السنة وقد جاوز الستين وكانت جنازته حافلة .
أبو الحجاج يوسف بن درباس .
الفندلاوي شيخ المالكية بدمشق قتل يوم السبت سادس ربيع الأول قريبا من الربوة في أرض النيرب هو والشيخ عبدالرحمن الجلجولي أحد الزهاد رحمهما الله تعالى والله سبحانه أعلم .
ثم دخلت سنة أربع وأربعين وخمسمائة .
فيها كانت وفاة القاضي عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى بن عياض بن محمد بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي قاضيها أحد مشايخ العلماء المالكية وصاحب المصنفات الكثيرة المفيدة منها الشفا وشرح مسلم ومشارق الأنوار وغير ذلك وله شعر حسن وكان إماما في علوم كثيرة كالفقه واللغة والحديث والأدب وايام الناس ولد سنة ست وأربعين وأربعمائة ومات يوم الجمعة في جمادى الآخرة وقيل في رمضان من هذه السنة بمدينة سبتة وفيها غزا الملك نور الدين محمود بن زنكي صاحب حلب بلاد الفرنج فقتل منهم خلقا وكان فيمن قتل البرنس صاحب إنطاكية وفتح شيئا كثيرا من قلاعهم ولله الحمد وكان قد استنجد بمعين الدين بن أتابك دمشق فأرسل إليه بفريق من جيشه صحبة الأمير مجاهد الدين بن مروان بن ماس نائب صرخد فأبلوا بلاء حسنا وقد قال الشعراء في هذه الغزوة أشعارا كثيرة منهم ابن القيسراني وغيره وقد سردها أبو شامة في الروضتين وفي يوم الأربعاء ثالث ربيع الآخر استوزر للخلافة بو المظفر يحيى بن هبيرة ولقب عون الدين وخلع عليه وفي رجب قصد الملك شاة بن محمود بغداد ومعه خلق من الأمراء ومعه علي ابن دبيس وجماعة من التركمان وغيرهم وطلبوا من الخليفة أن يخطب له فامتنع من ذ ذلك وتكررت المكاتبات وأرسل الخليفة إلى السلطان مسعود يستحثه في القدوم فتمادى عليه وضاق النطاق واتسع الخرق على الراقع وكتب الملك سنجر إلى ابن أخيه يتوعده إن لم يسرع إلى الخليفة فما جاء إلا في أواخر السنة فانقشعت تلك الشرور كلها وتبدلت سرورا أجمعها وفي هذه السنة زلزلت الأرض زلزالا شديدا وتموجت الأرض عشر مرات وتقطع جبل بحلوان وانهدم الرباط النهر جوري وهلك خلق كثير بالبرسام لا يتكلم المرضى به حتى يموتوا وفيها مات سيف الدين غازي بن زنكي صاحب الموصل وملك بعده أخوه قطب الدين مودود بن