قال ابن الجوزي وهذا شيء لم يقع مثله وفيها هرب وزير صاحب مصر وهو تاج الدولة بهرام النصراني وقد كان تمكن في البلاد وأساء السيرة فتطلبه الخليفة الحافظ حتى أخذه فسجنه ثم أطلقه فترهب وترك العمل فاستوزر بعده رضوان بن الريحيني ولقبه الملك الافضل ولم يلقب وزير قبله بهذا ثم وقع بينه وبين الخليفة الحافظ فلم يزل به الخليفة حتى قتله واستقل بتدبير أموره وحده وفيها ملك عمادالدين زنكي عدة بلدان وفيها طلع بالشام سحاب أسود أظلمت له الدنيا ثم ظهر بعده سحاب أحمر كأنه نار أضاءت له الدنيا ثم جاءت ريح عاصف ألقت أشجارا كثيرة ثم وقع مطر شديد وسقط برد كبار وفيها قصد ملك الروم بلاد الشام فأخذ بلادا كثيرة من أيدي الفرنج وأطاعه ابن اليون ملك الأرمن وممن توفي فيها من الأعيان أحمد بن محمد بن ثابت .
ابن الحسن أبو سعد الخجندي تفقه على والده الامام أبي بكر الخجندي الأصبهاني وولى تدريس النظامية ببغداد مرارا ويعزل عنها وقد سمع الحديث ووعظ وتوفي في شعبان منها وقد قارب التسعين .
هبة الله بن أحمد .
ابن عمر الحريري يعرف بابن الطير سمع الكثير وهو آخر من روى عن أبي الحسن ابن زوج الحرة وقد حدث عنه الخطيب وكان ثبتا كثير السماع كثير الذكر والتلاوة ممتعا بحواسه وقواه إلى أن توفي في جمادى الأولى عن ست وتسعين سنة .
ثم دخلت سنة ثنتين وثلاثين وخمسمائة فيها قتل الخليفة الراشد المخلوع وذلك أنه اجتمع معه الملك داود وجماعة من كبار الأمراء فقصدوا قتال مسعود بأرض مراغة فهزمهم وبدد شملهم وقتل منهم خلقا صبرا منهم صدقة بن دبيس وولي أخاه محمدا مكانه على الحلة وهرب الخليفة الراشد المخلوع فدخل أصبهان فقتله رجل ممن كان يخدمه من الخراسانية وكان قد برأ من وجع أصابه فقتلوه في الخامس والعشرين من رمضان ودفن بشهرستان ظاهر أصبهان وقد كان حسن اللون مليح الوجه شديد القوة مهيبا أمه أم ولد وفيها كسى الكعبة رجل من التجار يقال له راست الفارسي بثمانية عشر ألف دينار وذلك لأنه لم تأتها كسوة في هذا العام لأجل اختلاف الملوك وفيها كانت زلزلة عظيمة ببلاد الشام والجزيرة والعراق فانهدم شيء كثير من البيوت ومات تحت الهدم خلق كثير وفيها أخذ الملك عمادالدين زنكي مدينة حمص في المحرم وتزوج في رمضان بالست زمرد خاتون أم صاحب دمشق وهي التي تنسب إليها الخاتونية البرانية وفيها ملك صاحب الروم مدينة بزاعة وهي على ستة فراسخ من حلب فجاء أهلها الذين نجوا من القتل والسبي يستغيثون بالمسلمين ببغداد فمنعت