ومرض السلطان طغرل في تلك الليلة فتفرقت تلك الجموع ورجعوا على أعقابهم خائبين خائفين والتجأ دبيس وطغرل إلى الملك سنجر وسألاه الأمان من الخليفة والسلطان محمود فحبس دبيسا في قلعة ووشى واش أن الخليفة يريد أن يستأثر بالملك وقد خرج من بغداد إلى اللان لمحاربة الأعداء فوقع في نفس سنجر من ذلك وأضمر سوء مع أنه قد زوج ابنته من الخليفة وفيها قتل القاضي أبو سعد بن نصر بن منصور الهروي بهمدان قتلته الباطنية وهو الذي أرسله الخليفة إلى سنجر ليخطب ابنته وحج بالناس قطز الخادم وممن توفي فيها من الأعيان .
آقسنقر البرشقي .
صاحب حلب قتلته الباطنية وهم الفداوية في مقصورة جامعها يوم الجمعة وقد كان تركيا جيد السيرة محافظا علىالصلوات في أوقاتها كثير البر والصدقات إلى الفقراء كثير الإحسان إلى الرعايا وقام في الملك بعده ولده السلطان عز الدين مسعود وأقره السلطان محمود على عمله .
بلال بن عبدالرحمن .
ابن شريح بن عمر بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن سليمان بن بلال بن رباح مؤذن رسول الله ( ص ) رحل وجال في البلاد وكان شيخا جهوري الصوت حسن القراءة طيب النغمة توفي في هذه السنة بسمرقند C .
القاضي أبو سعد الهروي .
أحمد بن نصر أحد مشاهير الفقهاء وسادة الكبراء قتلته الباطنية بهمذان فيها .
ثم دخلت سنة عشرين وخمسمائة .
فيها تراسل السلطان محمود والخليفة على السلطان سنجر وأن يكونا عليه فلما علم بذلك سنجر كتب إلى ابن أخيه محمود ينهاه ويستميله إليه ويحذره من الخليفة وأنه لا تؤمن غائلته وأنه متى فرغ مني دار إليك فأخذك فأصغى إلى قول عمه ورجع عن عزمه وأقبل ليدخل بغداد عامه ذلك فكتب إليه الخليفة ينهاه عن ذلك لقلة الأقوات بها فلم يقبل منه واقبل إليه فلما أزف قدومه خرج الخليفة من داره وتجهز إلى الجانب الغربى فشق عليه ذلك وعلى الناس ودخل عيد الأضحى فخطب الخليفة الناس بنفسه خطبة عظيمة بليغة فصيحة جدا وكبر وراءه خطباء الجوامع وكان يوما مشهودا وقد سردها ابن الجوزي بطولها ورواها عن من حضرها مع قاضي القضاة الزينبي وجماعة من العدول ولما نزل الخليفة عن المنبر ذبح البدنة بيده ودخل السرادق وتباكى الناس ودعو للخليفة بالتوفيق والنصر ثم دخل السلطان محمود إلى بغداد يوم الثلاثاء الثامن عشر من ذي