علي بن مزيد وكان رافضيا قطع خطبة الخليفة ثم روسل فأعادها وفي رمضان منها جاءت من الملك طغرلبك رسل شكر للخليفة على إحسانه إليه بما كان بعثه له من الخلع والتقليد وأرسل إلى الخليفة بعشرين ألف دينار وإلى الحاشية بخمسة آلاف وإلى رئيس الرؤساء بألفي دينار وقد كان طغرلبك حين عمر الري وخرب فيها أماكن وجد فيها دفائن كثيرة من الذهب والجوهر فعظم شأنه بذلك وقوي ملكه بسببه وممن توفي فيها من الأعيان محمد بن محمد بن أحمد .
أبو الحسن الشاعر البصروي نسبة إلى قرية دون عكبرا يقال لها بصرى باسم المدينة التي هي أم حوران وقد سكن بغداد وكان متكلما مطبوعا له نوادر ومن شعره قوله .
... نرى الدنيا وشهوتها فنصبوا ... وما يخلو من الشهوات قلب ... فلا يغررك زخرف ما تراه ... وعيش لين الأعطاف رطب ... فضول العيش أكثرها هموم ... واكثر ما يضرك ما تحب ... إذا ما بلغة جاءتك عفوا ... فخذها فالغنى مرعى وشرب ... إذا اتفق القليل وفيه سلم ... فلا ترد الكثير وفيه حرب ... .
ثم دخلت سنة أربع وأربعين وأربعمائة .
فيها كتبت تذكرة الخلفاء المصريين وأنهم أدعياء كذبة لا نسب لهم صحيحة إلى رسول الله ( ص ) نسخا كثيرة وكتب فيها الفقهاء والقضاة والأشراف وفيها كانت زلازل عظيمة في نواحي أرجان والأهواز وتلك البلاد تهدم بسببها شيء كثير من العمران وشرفات القصور وحكى بعض من يعتد قوله أنه انفرج إيوانه وهو يشاهد ذلك حتى رأى السماء منه ثم عاد إلى حاله لم يتغير وفي ذي القعدة منها تجددت الحرب بين أهل السنة والروافض وأحرقوا أماكن كثيرة وقتل من الفريقين خلائق وكتبوا على مساجدهم محمد وعلي خير البشر وأذنوا بحي على خير العمل واستمرت الحرب بينهم وتسلط القطيعي العيار على الروافض بحيث كان لا يقر لهم معه قرار وهذا من جملة الأقدار وفيها توفي من الأعيان .
الحسن بن علي .
ابن محمد بن علي بن أحمد بن وهب بن شنبل بن قرة بن واقد أبو علي التميمي الواعظ المعروف بابن المذهب ولد سنة خمس وخمسين وثلثمائة وسمع مسند الإمام أحمد من أبي بكر بن مالك القطيعي عن عبدالله بن الإمام أحمد عن أبيه وقد سمع الحديث من أبي بكر بن ماسي وابن شاهين والدارقطني وخلق وكان دينا خيرا وذكر الخطيب أنه كان صحيح السماع لمسند أحمد من القطيعي