علي بن أبي طالب توقف عن إطلاق القول في أنهم خوارج كذبة وقد كان هذا الإنكار لباطلهم شائعا في الحرمين وفي أول أمرهم بالمغرب منتشرا انتشارا يمنع أن يدلس أمرهم على أحد أو يذهب وهم إلى تصديقهم فيما ادعوه وأن هذا الحاكم بمصر هو وسلفه كفار فساق فجار ملحدون زنادقة معطلون وللإسلام جاحدون ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون قد عطلوا الحدود وأباحوا الفروج وأحلوا الخمر وسفكوا الدماء وسبوا الأنبياء ولعنوا السلف وادعوا الربوبية وكتب في سنة اثنتين وأربعمائة وقد كتب خطه في المحضر خلق كثير فمن العلويين المرتضى والرضي وابن الأزرق الموسوي وأبو طاهر بن أبي الطيب ومحمد بن محمد بن عمرو بن أبي يعلي ومن القضاة أبو محمد بن الأكفاني وأبو القاسم الجزري وأبو العباس بن الشيورى ومن الفقهاء أبو حامد الإسفراييني وأبو محمد بن الكسفلي وأبو الحسن القدوري وأبو عبدالله الصيرمي وأبو عبدالله البيضاوي وأبو علي بن حمكان ومن الشهود أبو القاسم التنوخي في كثير منهم وكتب فيه خلق كثير هذه عبارة أبي الفرج ابن الجوزي قلت ومما يدل على أن هؤلاء أدعياء كذبة كما ذكر هؤلاء السادة العلماء والأئمة الفضلاء وأنهم لا نسب لهم إلى علي بن أبي طالب ولا إلى فاطمة كما يزعمون قول ابن عمر للحسين بن علي حين أراد الذهاب إلي العراق وذلك حين كتب عوام أهل الكوفة بالبيعة إليه فقال له ابن عمر لا تذهب إليهم فإني أخاف عليك أن تقتل وإن جدك قد خير بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة على الدنيا وأنت بضعة منه وإنه والله لا تنالها لا أنت ولا أحد من خلفك ولا من أهل بيتك فهذا الكلام الحسن الصحيح المتوجه المعقول من هذا الصحابي الجليل يقتضي أنه لا يلي الخلافة أحد من أهل البيت إلا محمد بن عبدالله المهدي الذي يكون في آخر الزمان عند نزول عيسى بن مريم رغبة بهم عن الدنيا وأن لا يدنسوا بها ومعلوم أن هؤلاء قد ملكوا ديار مصر مدة طويلة فدل ذلك دلالة قوية ظاهرة على أنهم ليسوا من أهل البيت كما نص عليه سادة الفقهاء وقد صنف القاضي الباقلاني كتابا في الرد على هؤلاء وسماه كشف الأسرار وهتك الأستار بين فيه فضائحهم وقبائحهم ووضح أمرهم لكل أحد ووضوح أمرهم بنبئ عن مطاوي أفعالهم وأقوالهم وقد كان الباقلاني يقول في عبارته عنهم هم قوم يظهرون الرفض ويبطنون الكفر المحض والله سبحانه أعلم وفي رجب وشعبان ورمضان أجرى الوزير فخر الملك صدقات كثيرة على الفقراء والمساكين والمقيمين بالمشاهد والمساجد وغير ذلك وزار بنفسه المساجد والمشاهد وأخرج خلقا من المحبوسين وأظهر نسكا كثيرا وعمر دارا عظيمة عند سوق الدقيق وفي شوال عصفت ريح شديدة فقصفت كثيرا من النخل وغيره أكثر من عشرة آلاف نخلة وورد كتاب من يمين الدولة محمود بن