الكثيرة الحافلة في فنون من العلوم سمع الحديث من البغوي وأبي بكر النيسابوري وابن صاعد وخلق في أقاليم متعددة وعنه جماعة من الحفاظ منهم أبو الفتح بن أبي الفوارس والأزجي والبرمكي وأثنى عليه غير واحد من الأئمة وكان ممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وقد رأى بعضهم رسول الله فقال يا رسول الله ( ص ) قد اختلفت علي المذاهب فقال عليك بابي عبدالله بن بطة فلما أصبح ذهب إليه ليبشره بالمنام فحين لآه بن بطة تبسم إليه وقال له قبل أن يخاطبه صدق رسول الله ( ص ) ثلاث مرات وقد تصدى الخطيب البغدادي للكلام في ابن بطة والطعن عليه وفيه بسبب بعض الجرح في ابن بطة الذي أسنده إلى شيخه عبدالواحد بن علي الأسدي المعروف بابن برهان اللغوي فانتدب ابن الجوزي للرد على الخطيب والطعن عليه أيضا بسبب بعض مشايخه والانصار لابن بطة فحكى عن أبي الوفا بن عقيل أن ابن برهان كان يرى مذهب مرجئة المعتزلة في أن الكفار لا يخلدون في النار وإنما قالوا ذلك لأن دوام ذلك إنما هو التشفي ولا معنى له هنا مع أنه قد وصف بأنه غفور رحيم وأنه لأرحم الراحمين ثم شرع ابن عقيل يرد على ابن برهان قال ابن الجوزي فكيف يقبل الجرح من مثل هذا ثم روى ابن الجوزي بسنده عن ابن بطة أنه سمع المعجم من البغوي قال والمثبت مقدم على النافي قال الخطيب وحدثني عبدالواحد بن برهان قال ثنا محمد بن أبي الفوارس روى عن ابن بطة عن البغوي عن أبي مصعب عن مالك عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله ( ص ) ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ) قال الخطيب وهذا باطل من حديث مالك والحمل فيه على ابن بطة قال ابن الجوزي والجواب عن هذا من وجهين أحدهما أنه وجد بخط ابن برهان ما حكاه الخطيب في القدح في ابن بطة وهو شيخي أخت عنه العلم في البداية الثاني أن ابن برهان قد تقدم القدح فيه بما خالف فيه الاجماع فيكف قبلت القول في رجل قد حكيت عن مشايخ العماء أنه رجل صالح مجاب الدعوة نعوذ بالله من الهوى .
علي بن عبدالعزيز بن مدرك .
أبو الحسن البردعي روى عن أبي حاتم وغيره وكان كثير المال فترك الدنيا وأقبل على الآخرة فاعتكف في المسجد المسجد وكان كثير الصلاة والعبادة .
فخر الدولة بن بويه .
علي بن ركن الدولة أبي علي الحسن بن بوسه الديلمي ملك بلاد الري ونواحيها وحين مات أخوه مؤيد الدولة كتب إليه الوزير ابن عباد بالاسراع إليه فولاه الملك بعده واستوزر ابن عباد على ما كات عليه توفي عن ست أربعين سنة منها مدة ملكه ثلاث عشرة سنة وعشرة أشهر وسبعة عشر يوما وترك من الأموال شيئا كثيرا من الذهب ما يقارب ثلاثة آلاف ألف دينار