فقال ومع العافية فقالت تردني إلى بغداد حتى أغني بهذه الأبيات فوجم لذلك ثم لم يجد بدا من الوفاء لها بما سألت فأرسلها مع بعض أصحابه فأحجبها ثم سار بها على طريق العراق فلما أمسوا في الليلة التي يدخلون فيها بغداد من صبيحتها ذهبت في الليل فلم يدر أين ذهبت فلما سمع تميم خبرها شق عليه ذلك وتألم ألما شديدا وندم ندما شديدا حيث لا ينفعه الندم .
أبو سعيد السيرافي .
النحوي الحسن بن عبدالله بن المرزبان القاضي سكن بغداد وولي القضاء بها نيابة وله شرح كتاب سيبويه وطبقات النحاة روى عن أبي بكر بن دريد وغيره وكان أبوه مجوسيا وكان أبو سعيد هذا عالما باللغة والنحو والقراءات والفرائض والحساب وغير ذلك من فنون العلم وكان مع ذلك زاهدا لا يأكل إلا من عمل يده كان يسنخ في كل يوم عشر ورقات بعشرة دراهم تكون منها نفقته وكان من أعلم الناس بنحو البصريين وكان ينتحل مذهب أهل العراق في الفقه وقرأ القراءات على ابن مجاهد واللغة على ابن دريد والنحو على ابن سراج وابن المرزبان ونسبه بعضهم إلا الاعتزال وأنكره آخرون توفي في رجب منها عن أربع وثمانين سنة ودفن بمقبرة الخيزران .
عبدالله بن إبراهيم .
ابن أبي القاسم الريحاني ويعرف بالأنبدري رحل في طلب الحديث إلى الآفاق ووافق ابن عدي في بعض ذلك ثم سكن بغداد وحدث بها عن أبي يعلى والحسن بن سفيان وابن خزيمة وغيرهم وكان ثقة ثبتا له مصنفات زاهدا روى عنه البرقاني وأثنى عليه خيرا وذكر أن أكثر أدم أهله الخبز المأدوم وبمرق الباقلا وذكر أشياء من تقلله وزهده وورعه توفي عن خمس وتسعين سنة .
عبدالله بن محمد بن ورقاء .
الأمير أبو أحمد الشيباني من أهل البيوتات والحشمة بلغ التسعين سنة روى عن ابن الأعرابي أنه أنشد في صفة النساء ... هي الضلع العوجاء لست تقيمها ... ألا إن تقويم الضلوع انكسارها ... أيجمعن ضعفا واقتدارا على الفتى ... أليس عجيبا ضعفها واقتدارها ... قلت وهذا المعنى أخذه من الحديث الصحيح ( إن المرأة خلقت من ضلع أعوج وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج ) .
محمد بن عيسى .
ابن عمرويه الجلودي راوي صحيح مسلم عن إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه بن مسلم بن الحجاج وكان من الزهاد يأكل من كسب يده من النسخ وبلغ ثمانين سنة