إلى أن ترى الإسلام قد عم حكمه ... جميع الأراضي بالجيوش الصوارم ... أتقرن يا مخذول دينا مثلثا ... بعيدا عن المعقول بادي المآثم ... تدين لمخلوق يدين لغيره ... فيا لك سحقا ليس بخفي لعالم ... أنا جيلكم مصنوعة قد تشابهت ... كلام الأولى فيها أتوا بالعظائم ... وعود صليب ما تزالون سجدا ... له يا عقول الهاملات السوائم ... تدينون تضلالا بصلب إلهكم ... بأيدي يهود أرذلين لآئم ... إلى ملة الإسلام توحيد ربنا ... فما دين ذي دين لها بمقاوم ... وصدق رسالات الذي جاء بالهدى ... محمد الآتي برفع المظالم ... وأذ عنت الأملاك طوعا لدينه ... ببرهان صدق طاهر في المواسم ... كما دان في صنعاء مالك دولة ... وأهل عمان حيث رهط الجهاضم ... وسائر أملاك اليمانين أسلموا ... ومن بلد البحرين قوم اللهازم ... أجابوا لدين الله لا من مخافة ... ولا رغبة يحظى بها كف عادم ... فحلوا عرى التيجان طوعا ورغبة ... بحق يقين بالبراهين فاحم ... وحاباه بالنصر المكين إلهه ... وصير من عاداه تحت المناسم ... فقير وحيد لم تعنه عشيرة ... ولا دفعوا عنه شتيمة شاتم ... ولا عنده مال عتيد لناصر ... ولا دفع مرهوب ولا لمسالم ... ولا وعد الأنصار مالا يخصم ... بلى كان معصوما لأقدر عاصم ... ولم تنهنهه قط قوة آسر ... ولا مكنت من جسمه يد ظالم ... كما يفتري إفكا وزورا وضلة ... على وجهه عيسى منكم كل لاطم ... على أنكم قد قلتموا هو ربكم ... فيالضلال في القيامة عائم ... أبى لله أن يدعى له ابن صاحب ... ستلقى دعاة الكفر حالة نادم ... ولكنه عبد نبي رسول مكرم ... من الناس مخلوق ولا قول زاعم ... أيلطم وجه الرب تبا لدينكم ... لقد فقتم في قولكم كل ظالم ... وكم آية أبدى النبي محمد ... وكم علم أبداه للشرك حاطم ... تساوي جميع الناس في نصر حقه ... بل لكل في إعطائه حال خادم ... فعرب وأحبوش وفرس وبربر ... وكرديهم قد فاز قدح المراحم ... وقبط وأنباط وخزر وديلم ... وروم رموكم دونه بالقواصم