للمتقي ثم للمستكفي وكان ثقة فاضلا كبست اللصوص داره يظنون أنه ذو مال فضربه بعضهم ضربة أثخنته فألقى نفسه من شدة الفزع إلى الأرض فمات C تعالى في ربيع الأول من هذه السنة .
محمد بن محمد بن عبدالله .
أبو الفضل السلمي الوزير الفقيه المحدث الشاعر سمع الكثير وجمع وصنف وكان يصوم الإثنين والخميس ولا يدع صلاة الليل والتصنيف وكان يسأل الله تعالى الشهادة كثيرا فولي الوزارة للسلطان فقصده الأجناد فطالبوه بأرزاقهم واجتمع منهم ببابه خلق كثير فاستدعى بحلاق فحلق رأسه وتنور وتطيب ولبس كفنه وقام يصلي فدخلوا عليه فقتلوه وهو ساجد C في ربيع الآخر من هذه السنة .
الأخشيد محمد بن عبدالله بن طغج .
أبو بكر الملقب بالأخشيد ومعناه ملك الملوك لقبه بذلك الراضي لأنه كان ملك فرغانة وكل من ملكها كان يسمى الأخشيد كما أن من ملك اشروسية يسمى الآفشين ومن ملك خوارزم يسمى خوارزم شاه ومن ملك جرجان يسمى صوك ومن ملك أذربيجان يسمى أصبهند ومن ملك طبرستان يسمى أرسلان قاله ابن الجوزى في منتظمه قال السهيلى وكانت العرب تسمى من ملك الشام مع الجزيرة كافرا قيصر ومن ملك فارس كسرى ومن ملك اليمن تبع ومن ملك الحبشة النجاشي ومن ملك الهند بطليموس ومن ملك مصر فرعون ومن ملك الاسكندرية المقوقس وذكر غير ذلك توفي بدمشق ونقل إلى بيت المقدس فدفن هناك C .
أبو بكر الشبلي .
أحد مشايخ الصوفية اختلفوا في اسمه على أقوال فقيل دلف بن جعفر ويقال دلف بن جحدر وقيل جعفر بن يونس أصله من قرية يقال لها شبلة من بلاد اشروسية من خراسان وولد بسامرا وكان أبوه حاجب الحجاب للموفق وكان خاله نائب الاسكندرية وكانت توبة الشبلي على يدي خير النساج سمعه يعظ فوقع في قلبه كلامه فتاب من فوره ثم صحب الفقراء ولمشايخ ثم صار من أئمة القوم قال الجنيد الشبلي تاج هؤلاء وقال الخطيب أخبرنا أبو الحسن علي بن محمود الزوزني قال سمعت علي بن المثنى التميمي يقول دخلت يوما على الشبلي في داره وهو يهيج ويقول ... علي بعدك لا يصبر ... من عاته القرب ... ولا يقوى على هجرك ... من تيمه الحب ... فإن لم ترك العين ... فقد يبصرك القلب ... وقد ذكر له أحوال وكرامات وقد ذكرنا ممن اشتبه عليه أمر الحلاج فيما نسب إليه من الأقوال من غير تأمل لما فيها مما كان الحلاج يحاوله من الإلحاد والإتحاد ولما حضرته الوفاة