أشهر وتسعة أيام وخلف من الأموال والحواصل ما ينيف على ألفى ألف دينار أخذها المتقي بالله كلها .
أبو محمد البربهاري .
العالم الزاهد الفقيه الحنبلي الواعظ صاحب المروزي وسهلا التستري وتنزه عن ميراث أبيه وكان سبعين ألفا لأمر كرهه وكان شديدا على أهل البدع والمعاصي وكان كبير القدر تعظمه الخاصة والعامة وقد عطس يوما وهو يعظ فشمته الحاضرون ثم شمته من سمعهم حتى شمته أهل بغداد فانتهت الضجة إلى دار الخلافة فغار الخليفة من ذلك وتكلم فيه جماعة من أرباب الدولة فطلب فاختفى عند أخت بوران شهرا ثم أخذه القيام داء فمات عندها فأمرت خادمها فصلى عليه فامتلأت الدار رجالا عليهم ثياب بياض ودفنته عندها ثم أوصت إذا ماتت أن تدفن عنده وكان عمره يوم مات ستا وتسعين سنة C .
يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول .
أبو بكر الأزرق لأنه كان أزرق العينين التنوخي الكاتب سمع جده والزبير بن بكار والحسين بن عرفة وغيرهم وكان خشن العيش كثير الصدقة فيقال إنه تصدق بمائة ألف دينار وكان أمارا بالمعروف نهاء عن المنكر روى عنه الدارقطني وغيره من الحفاظ وكان ثقة عدلا توفي في ذي الحجة منها عن ثنتين وتسعين سنة C تعالى .
ثم دخلت سنة ثلاثين وثلثمائة .
قال ابن الجوزي في المحرم منها ظهر كوكب بذنب رأسه إلي المغرب وذنبه إلى المشرق وكان عظيما جدا وذنبه منتشر وبقي ثلاثة عشر يوما إلى أن اضمحل قال وفي نصف ربيع الأول بلغ الكر من الحنظة مائتي دينار وأكل الضعفاء الميتة ودام الغلاء وكثر الموت وتقطعت السبل وشغل الناس بالمرض والفقر وتركوا دفن الموتى وشغلوا عن الملاهي واللعب قال ثم جاء مطر كأفواه القرب وبلغت زيادة دجلة عشرين ذراعا وثلثا وذكر ابن الأثير في الكامل أن محمد بن رائق وقع بينه وبين البريدي وحشة لأجل أن البريدي منع خراج واسط فركب إليه ابن رائق ليتسلم ما عنده من المال فوقعت مصالحة ورجع ابن رائق إلى بغداد فطالبه الجند بأرزاقهم وضاق عليه حاله وتحيز جماعة من الأتراك عنه إلى البريدي فضعف جانب ابن رائق وكاتب البريدي بالوزارة ببغداد ثم قطع اسم الوزارة عنه فاشتد حنق البريدي عليه وعزم على أخذ بغداد فبعث أخاه أبا الحسين في جيش إلى بغداد فتحصن ابن رائق مع الخليفة بدار الخلافة ونصبت فيها المجانيق والعرادات العرادة شيء أصغر من المنجنيق على دجلة أيضا فاضطربت أهل بغداد ونهب الناس بعضهم بعضا ليلا ونهارا وجاء أبو الحسين أخو أبي عبدالله البريدي بمن معه فقاتلهم الناس