على تشيع فيه وميل إلى الحط على بني أمية وهذا عجيب منه لأنه أحد مواليهم وكان الأولى به أن يكون ممن يواليهم لا ممن يعاديهم قال ابن خلكان وله ديوان شعر حسن ثم أورد منه أشعارا في التغزل في المردان والنسوان أيضا ولد في رمضان سنة ست وأربعين ومائتين وتوفي بقرطبة يوم الأحد ثامن عشر جمادى الأولى من هذه السنة عمر بن أبي عمر محمد بن يوسف بن يعقوب .
ابن حماد بن زيد بن درهم أبو الحسين الأزدي الفقيه المالكي القاضي ناب عن أبيه وعمره عشرون سنة وكان حافظا للقرآن والحديث والفقه على مذهب مالك والفرائض والحساب واللغة والنحو والشعر وصنف مسندا فرزق قوة الفهم وجودة القريحة وشرف الأخلاق وله الشعر الرائق الحسن وكان مشكور السيرة في القضاء عدلا ثقة إماما قال الخطيب أخبرنا أبو الطيب الطبري سمعت المعافى بن زكريا الجريري يقول كنا نجلس في حضرة القاضي أبي الحسين فجئنا يوما ننتظره على العادة فجلسنا عند بابه وإذا أعرابي جالس كأن له حاجة إذ وقع غراب على نخلة في الدار فصرخ ثم طار فقال الأعرابي يخبر أن صاحب هذه الدار يموت بعد سبعة أيام قال فزبرناه فقام وانصرف ثم خرج الأذن من القاضي أن هلموا فدخلنا فوجدناه متغير اللون مغتما فقلنا له ما الخبر فقال إني رأيت البارحة في المنام شخصا يقول .
... منازل آل حماد بن زيد ... على أهليك والنعم السلام ... .
وقد ضاق لذلك صدري قال فدعونا له وانصرفنا فلما كان اليوم السابع من ذلك اليوم دفن ليوم الخميس لسبع عشرة مضت من شعبان من هذه السنة وله من العمر تسع وثلاثون سنة وصلى عليه ابنه أبو نصر وولي بعده القضاء قال الصولي بلغ القاضي أبو الحسين من العلم مبلغا عظيما مع حداثة سنه وحين توفي كان الخليفة الراضي يبكي عليه ويحرضنا ويقول كنت أضيق بالشيء ذرعا فيوسعه علي ثم يقول والله لا بقيت بعده فتوفي الراضي بعده في نصف ربيع الأول من هذه السنة الآتية رحمهما الله وكان الراضي أيضا حدث السن .
ابن شنبوذ المقري محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت أبو الحسن المقري المعروف بابن شنبوذ روى عن أبي مسلم الكجي وبشر بن موسى وخلق واختار حروفا في القراءات أنكرت عليه وصنف أبو بكر الأنباري كتابا في الرد عليه وقد ذكرنا فيما تقدم كيف أنه عقد له مجلس في دار الوزير ابن مقلة وأنه ضرب حتى رجع عن كثير منها وكانت قراءات شاذة أنكرها عليه قراء أهل عصره توفي في صفر منها وقد دعا على الوزير ابن مقلة حين أمر بضربه فلم يفلح ابن مقلة بعدها بل عوقب بأنواع من العقوبات