رق له واستحسن هذا الكلام منه وقال السلمي سمعت أبا بكر المحاملي يقول سمعت أبا الفاتك البغدادي وكان صاحب الحلاج قال رأيت في النوم بعد ثلاث من قتل الحلاج كأني واقف بين يدي ربي D وأنا أقول يا رب ما فعل الحسين بن منصور فقال كاشفته بمعنى فدعا الخلق إلى نفسه فأنزلت به ما رأيت ومنهم من قال بل جزع عند القتل جزعا شديدا وبكى بكاء كثيرا فالله أعلم وقال الخطيب ثنا عبدالله بن أحمد بن عثمان الصيرفي قال قال لنا أبو عمر بن حيوية لما أخرج الحسين بن منصور الحلاج ليقتل مضيت في جملة الناس ولم أزل أزاحم حتى رأيته فدنوت منه فقال لأصحابه لا يهولنكم هذا الأمر فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوما ثم قتل فما عاد وذكر الخطيب أنه قال وهو يضرب لمحمد بن عبدالصمد وإلى الشرطة أدع بي إليك فإن عندي نصيحة تعدل فتح القسطنطينية فقال له قد قيل لي إنك ستقول مثل هذا وليس إلى رفع الضرب عنك سبيل ثم قطعت يداه ورجلاه وحز رأسه وأحرقت جثته وألقى رمادها في دجلة ونصب الرأس يومين ببغداد على الجسر ثم حمل إلى خراسان وطيف به في تلك النواحي وجعل أصحابه يعدون أنفسهم برجوعه إليهم بعد ثلاثين يوما وزعم بعضهم أنه رأى الحلاج من آخر ذلك اليوم وهو راكب على حمار في طريق النهروان فقال لعلك من هؤلاء النفر الذين ظنوا أني أنا هو المضروب المقتول إني لست به وإنما ألقي شبهي على رجل ففعل به ما رأيتم وكانوا بجهلهم يقولون إنما قتل عدو من أعداء الحلاج فذكر هذا لبعض علماء ذلك الزمان فقال إن كان هذا الرأي صادقا فقد تبدى له شيطان على صورة الحلاج ليضل الناس به كما ضلت فرقة النصارى بالمصلوب قال الخطيب واتفق له أن دجلة زادت في هذا العام زيادة كثيرة فقال إنما زادت لأن رماد جثة الحلاج خالطها وللعوام في مثل هذا وأشباهه ضروب من الهذيانات قديما وحديثا ونودي ببغداد أن لا تشتري كتب الحلاج ولا تباع وكان قتله يوم الثلاثاء لست بقين من ذي القعدة من سنة تسع وثلثمائة ببغداد وقد ذكره ابن خلكان في الوفيات وحكى اختلاف الناس فيه ونقل عن الغزالي أنه ذكره في مشكاة الأنوار وتأول كلامه وحمله على ما يليق ثم نقل ابن خلكان عن إمام الحرمين أنه كان يذمه ويقول إنه اتفق هو والجنابي وابن المقفع على إفساد عقائد الناس وتفرقوا في البلاد فكان الجنابي في هجر والبحرين وابن المقفع ببلاد الترك ودخل الحلاج العراق فحكم صاحباه عليه بالهلكة لعدم انخداع أهل العراق بالباطل قال ابن خلكان وهذا لا ينتظم فإن ابن المقفع كان قبل الحلاج بدهر في أيام السفاح والمنصور ومات سنة خمسين وأربعين ومائتين أو قبلها ولعل إمام الحرمين أراد ابن المقفع الخراساني الذي ادعى الربوبية وأوتي العمر واسمه عطاء وقد قتل