الخير إنه لا ينفني شيء مما تفعلون ثم يظهر لهم بعد أيام أنه قد رأى رسول الله ( ص ) في المنام وهو يقول له إن شفاءك لا يكون إلا على يد القطب وإنه سيقدم عليك في اليوم الفلاني في الشهر الفلاني وصفته كذا وكذا وقال له الحلاج إني سأقدم عليك في ذلك الوقت فذهب ذلك الرجل إلى تلك البلاد فأقام بها يتعبد ويظهر الصلاح والتنسك يقرأ القرآن فأقام مدة على ذلك فاعتقدوه وأحبوه ثم أظهر لهم أنه قد عمي فمكث حينا على ذلك ثم أظهر لهم أنه قد زمن فسعوا بمداواته بكل ممكن فلم ينتج فيه شيء فقال لهم يا جماعة الخير هذا الذي تفعلونه معي لا ينتج شيئا وأنا قد رأيت رسول الله ( ص ) في المنام وهو يقول لي إن عافيتك وشفاءك إنما هو على يدي القطب وإنه سيقدم عليك في اليوم الفلاني في الشهر الفلاني وكانوا أو لا يقودونه إلى المسجد ثم صاروا يحملونه ويكرمونه كان في الوقت الذي ذكر لهم واتفق هو والحلاج عليه أقبل الحلاج حتى دخل البلد مختفيا وعليه ثياب صوف بيض فدخل المسجد ولزم سارية يتعبد فيه لا يلتفت إلى أحد فعرفه الناس بالصفات التي وصف لهم ذلك العليل فابتدروا إليه يسلمون عليه ويتمسحون به ثم جاؤا إلى ذلك الزمن المتعافي فأخبره بخبره فقال صفوه لي فوصفوه له فقال هذا الذي أخبرني عنه رسول الله ( ص ) في المنام وأن شفائي علي يديه اذهبوا بي إليه فحملوه حتى وضعوه بين يديه فكلمه فعرفه فقال يا أبا عبدالله إني رأيت رسول الله ( ص ) في المنام ثم ذكر له رؤياه فرفع الحلاج يديه فدعا له ثم تفل من ريقه في كفيه ثم مسح بهما على عينيه ففتحهما كأن لم يكن بهما داء قط فأبصر ثم أخذ من ريقه فمسح على رجليه فقام من ساعته فمشى كأنه لم يكن به شيء شيء والناس حضور وأمراء تلك البلاد وكبراؤهم عنده فضج الناس ضجة عظيمة وكبروا الله وسبحوه وعظموا الحلاج تعظيما زائدا على ما أظهر لهم من الباطلل والزور ثم أقام عندهم مدة يكرمونه ويعظمونه ويودون لو طلب منهم ما عساه أن يطلب من أموالهم فلما أراد الخروج عنهم أرادوا أن يجمعوا له مالا كثيرا فقال أما أنا فلا حاجة لي بالدنيا وإنما وصلنا إلى ما وصلنا إليه بترك الدنيا ولعل صاحبكم هذا أن يكون له إخوان وأصحاب من الأبدال الذين يجاهدون بثغر طرسوس ويحجون ويتصدقون محتاجين إلى ما يعينهم على ذلك فقال ذلك الرجل المتزامن المتعافى صدق الشيخ قد رد الله علي بصري ومن الله علي بالعافية لأجعلن بقية عمري في الجهاد في سبيل الله والحج إلى بيت الله مع إخواننا الأبدال والصالحين الذين نعرفهم ثم حثهم على إعطائه المال ما طابت من أنفسهم ثم إن الحلاج خرج عنهم ومكث ذلك الرجل بين أظهرهم مدة إلى أن جمعوا له مالا كثيرا ألوفا من الذهب والفضة فلما اجتمع له ما أراد ودعهم وخرج عنهم فذهب إلى الحلاج فاقتسما ذلك المال