الا امرأة واحدة منهن جاءت بشق إنسان فقال النبي A والذي نفسي بيده لو استثنى فقال إن شاء الله لولد له ما قال فرسان ولجاهدوا في سبيل الله D وهذا اسناد ضعيف لحال اسحاق بن بشر فانه منكر الحديث ولا سيما وقد خالف الروايات الصحاح وقد كان له عليه السلام من أمور الملك واتساع الدولة وكثرة الجنود وتنوعها ما لم يكن لأحد قبله ولا يعطيه الله أحدا بعده كما قال وأوتينا من كل شيء وقال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي انك أنت الوهاب وقد أعطاه الله ذلك بنص الصادق المصدوق ولما ذكر تعالى ما أنعم به عليه واسداه من النعم الكاملة العظيمة اليه قال هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب أي أعط من شئت واحرم من شئت فلا حساب عليك أي تصرف في المال كيف شئت فإن الله قد سوغ لك كلما تفعله من ذلك ولا يحاسبك على ذلك وهذا شأن النبي الملك بخلاف العبد الرسول فإن من شأنه أن لا يعطي أحدا ولا يمنع أحدا إلا بإذن الله له في ذلك وقد خير نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه بين هذين المقامين فاختار أن يكون عبدا رسولا وفي بعض الروايات أنه استشار جبريل في ذلك فأشار إليه أن تواضع فاختار أن يكون عبدا رسولا صلوات الله وسلامه عليه وقد جعل الله الخلافة والملك من بعده في أمته إلى يوم القيامة فلا تزال طائفة من أمته ظاهرين حتى تقوم الساعة فالله الحمد والمنة .
ولما ذكر تعالى ما وهبه لنبيه سليمان عليه السلام من خير الدنيا نبه على ما أعده له في الآخرة من الثواب الجزيل والأجر الجميل والقربة التي تقربه اليه والفوز العظيم والاكرام بين يديه وذلك يوم المعاد والحساب حيث يقول تعالى وان له عندنا لزلفى وحسن مآب .
وفاته ومدة ملكه وحياته .
قال الله تبارك وتعالى فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته الا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين روى ابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهما من حديث ابراهيم بن طهمان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي A قال كان سليمان نبي الله عليه السلام إذا صلى رأى شجرة نابتة بين يديه فيقول لها ما اسمك فتقول كذا فيقول لأي شيء أنت فان كانت لغرس غرست وان كانت لدواء أنبتت فبينما هو يصلي ذات يوم اذ رأى شجرة بين يديه فقال لها ما اسمك قالت الخروب قال لأي شيء أنت قالت لخراب هذا البيت فقال سليمان اللهم عم على الجن موتى حتى تعلم الانس أن الجن لا يعلمون الغيب فنحتها عصا فتوكأ عليها حولا والجن تعمل فأكلتها الأرضة فتبينت الانس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولا في العذاب المهين قال وكان ابن عباس يقرؤها كذلك قال فشكرت الجن للأرضة فكانت تأتيها بالماء