أحمد بأربعة آلاف ويصله أهل سمرقند بأربعة آلاف فينفق ذلك كله فقيل له لو ادخرت شيئا لنائبه فقال سبحان الله أنا كنت بمصر أنفق فيها في كل سنة عشرين درهما فرأيت إذا لم يحصل لي شيء من هذا المال لا يتهيأ لي في السنة عشرون درهما وكان محمد بن نصر المروزي إذا دخل على إسماعيل بن أحمد الساماني ينهض له ويكرمه فعاتبه يوما أخوه إسحاق فقال له تقوم لرجل في مجلس حكمك وأنت ملك خراسان قال إسماعيل فبت تلك الليلة وأنا مشتت القلب من قول أخي وكانوا هم ملوك خراسان وما وراء النهر قال فرأيت رسول الله ( ص ) في المنام وهو يقول ( يا إسماعيل ثبت ملكك وملك بنيك بتعظيمك محمد بن نصر وذهب ملك أخيك باستخفافه بمحمد بن نصر ) وقد اجتمع بالديار المصرية محمد بن نصر ومحمد بن جرير الطبري ومحمد بن المنذر فجسلوا في بيت يكتبون الحديث ولم يكن عندهم في ذلك اليوم شيء يقتاتونه فاقترعوا فيما بينهم أيهم يخرج يسعى لهم في شيء يأكلونه فوقعت القرعة على محمد بن نصر هذا فقام إلى الصلاة فجعل يصلي ويدعو الله D وذلك وقت القائلة فرأى نائب مصر وهو طولون وقيل أحمد بن طولون في منامه في ذلك الوقت رسول الله و ( ص ) وهو يقول له ( أدرك المحدثين فإنهم ليس عندهم ما يقتاتونه ) فانتبه من ساعته فسأل من ها هنا من المحدثين فذكر له هؤلاء الثلاثة فأرسل إليهم في الساعة الراهنة بألف دينار فدخل الرسول بها عليهم وأزال الله ضررهم ويسر أمرهم واشترى طولون تلك الدار وبناها مسجدا وجعلها على أهل الحديث وأوقف عليها أوقافا جزيلة وقد بلغ محمد بن نصر سنا عالية وكان يسأل الله ولدا فأتاه يوما إنسان فبشره بولد ذكر فرفع يديه فحمد الله وأثنى عليه وقال الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل فاستفاد الحاضرون من ذلك عدة فوائد منها أنه قد ولد له على الكبر ولد ذكر بعد ما كان سأل الله D ومنها أنه سمى يوم مولده كما سمى رسول الله ( ص ) ولده إبراهيم يوم مولده قبل السابع ومنها اقتداؤه بالخليل أول ولد له إسماعيل موسى بن هارون بن عبدالله أبو عمران المعروف والده بالحمال ولد سنة أربع عشرة ومائتين وسمع أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهما وكان إمام عصره في حفظ الحديث ومعرفة الرجال وكان ثقة متقنا شديد الورع عظيم الهيبة قال عبدالغني بن سعيد الحافظ المصري كان أحسن الناس كلاما على الحديث أثنى عليه علي بن المديني ثم موسى بن هارون ثم الدارقطني .
ثم دخلت سنة خمس وتسعين ومائتين .
فيها كانت المفاداة بين المسلمين والروم وكان من جملة من استنقذ من أيدي الروم من نساء ورجال نحوا من ثلاثة آلاف نسمة وفي النصف من صفر منها كانت وفاة إسماعيل بن أحمد