بغداد صحبة عمها وصحبة ابن الجصاص وكان الخليفة غائبا وكان دخولها إليه يوما مشهودا امتنع الناس من المرور في الطرقات من كثرة الخلق وفيها نهى المعتضد الناس أن يعملوا في يوم النيروز ما كانوا يتعاطونه من إيقاد النيران وصب الماء وغير ذلك من الأفعال المشابهة لأفعال المجوس ومنع من حمل هدايا الفلاحين إلى المنقطعين في هذا اليوم وأمر بتأخير ذلك إلى الحادي عشر من حزيران وسمى النيروز المعتضدي وكتب بذلك إلى الآفاق وفيها في ذي الحجة قدم إبراهيم بن أحمد الماذرائي من دمشق على البريد فأخبر الخليفة بأن خمارويه وثبت عليه خدامه فذبحته على فراشه وولوا بعده ولده حنش ثم قتلوه ونهبوا داره ثم ولوا هارون بن خماروية وقد التزم في كل سنة أن يحمل إلى الخليفة ألف ألف دينار وخسمائة ألف دينار فأقره المعتضد على ذلك فلما كان المكتفي عزله وولى مكانه محمد بن سليمان الواثقي فاصطفى أموال الطولونيين وكان ذلك آخر العهد منهم وفيها أطلق لؤلؤ غلام أحمد بن طولون من الحبس فعاد إلى مصر في أذل حال بعد أن كان من أكثر الناس مالا وعزا وجاها وفيها حج بالناس الأمير المتقدم ذكره وفيها توفي من الأعيان أحمد بن داود أبو حنيفة الدينوري اللغوي صاحب كتاب النبات .
إسماعيل بن إسحاق .
ابن إسماعيل بن حماد بن زيد أبو إسحاق الأزدي القاضي أصله من البصرة ونشأ ببغداد وسمع مسلم بن إبراهيم و محمد بن عبدالله الأنصاري والقعنبي وعلي بن المديني وكان حافظا فقيها مالكيا جمع وصنف وشرح في المذهب عدة مصنفات في التفسير والحديث والفقه وغير ذلك ولي القضاء في أيام المتوكل بعد سوار بن عبدالله ثم عزل ثم ولى وصار مقدم القضاة كانت وفاته فجأة ليلة الأربعاء لثمان بقين من ذي الحجة منها وقد جاوز الثمانين C الحارث بن محمد بن أبي أسامة صاحب المسند المشهور .
خمارويه بن أحمد بن طولون .
صاحب الديار المصرية بعد أبيه سنة إحدى وسبعين ومائتين وقد تقاتل هو والمعتضد بن الموفق في حياة أبيه الموفق في أرض الرملة وقيل في أرض الصعيد وقد تقدم ذلك في موضعه ثم بعد ذلك لما آلت الخلافة إلى المعتضد تزوج بابنة خمارويه وتصافيا فلما كان في ذي الحجة من هذه السنة عدا أحد الخدام من الخصيان على خمارويه فذبحه وهو على فراشه وذلك أن خمارويه اتهمه بجارية له مات عن ثنتين وثلاثين سنة فقام بالأمر من بعده ولده هارون بن خمارويه وهو آخر الطولونية وذكر ابن الأثير أن عثمان بن سعيد بن خالد أبو سعيد الدارمي توفي في هذه السنة وكان شافعيا