تحت قدمي ما أقررت به فأمر به فشد على عمود ثم لوحه على النار حتى تساقط جلده ثم أمر بضرب عنقه وصلبه لسبع خلون من المحرم وفي أول صفر ركب المعتضد من بغداد قاصدا بني شيبان من أرض الموصل فأوقع بهم بأسا شديدا عند جبل يقال له نوباذ وكان مع المعتضد حاد جيد الحداء فقال في تلك الليالي يحدو للمعتضد ... فأجهشت للنوباذ حين رأيته ... وهللت للرحمن حين رآني ... وقلت له اين الذين الذين عهدتهم ... بظلك في أمن ولين زماني ... فقال مضوا واستخلفوتي مكانهم ... ومن ذا الذي بقى على الحدثان ... وفيها أمر المعتضد بتسهيل عقبة حلوان فغرم عليها عشرين ألف دينار وكان الناس يلقون منها شدة عظيمة وفيها أمر بتوسيع جامع المنصور بإضافة دار المنصور إليه وغرم عليه عشرين ألف دينار وكان الدار قبلته فبناها مسجدا على حدة وفتح بينهما سبعة عشر بابا وحول المنبر والمحراب إلى المسجد ليكون في قبلة الجامع على عادته قال الخطيب وزاد بدر مولى المعتضد السقفان من قصر المنصور المعروفة بالبدرية .
بناء دار الخلافة من بغداد في هذا الوقت .
أول من بناها المعتضد في هذه السنة وهو أول من سكنها من الخلفاء إلى آخر دولتهم وكانت أولا دارا للحسن بن سهل تعرف بالقصر الحسني ثم صارت بعد ذلك لابنته بوران زوجة المأمون فعمرتها حتى استنزلها المعتضد عنها فأجابته إلى ذلك ثم أصلحت ما وهي منها ورممت ما كان قد نشعث فيها وفرشتها بأنواع الفرش في كل موضع منها ما يليق به من المفارش وأسكنته ما يليق به من الجواري والخدم وأعدت بها المآكل الشهية وما يحسن ادخاره في ذلك الزمان ثم أرسلت مفاتيحها إلى المعتضد فلما دخلها هاله ما رأى من الخيرات ثم وسعها وزاد فيها وجعل لها سورا حولها وكانت قدر مدينة شيراز وبنى الميدان ثم بنى فيها قصرا مشرفا على دجلة ثم بنى فيها المكتفى التاج فلما كان أيام المقتدر زاد فيها زيادات أخر كبارا كثيرة جدا ثم بعد هذا كله خربت حتى كأن لم يكن موضعها عمارة وتأخرت آثارها إلى أيام التتار الذين خربوها وخربوا بغداد وسبوا من كان بها من الحرائر كما سيأتي بيانه في موضعه من سنة ست وخمسين وستمائة قال الخطيب والذي يشبه أن بوران وهبت دارها للمعتمد لا للمعتضد فإنها لم تعش إلى أيامه وقد تقدمت وفاتها وفيها زلزلت أردبيل ست مرات فتهدمت دورها ولم يبق منها مائة دار ومات تحت الردم مائة ألف وخمسون ألفا فإنا لله وإنا إليه راجعون وفيها غارت المياه ببلاد الرى وطبرستان حتى بيع