وأمر بسجنه فثارت الأمراء واختطبت بغداد فركب الموفق إلى بغداد وقال للناس أتظنون أنكم على ولدي أشفق مني فسكن الناس عند ذلك ثم أفرج عنه وفيها سار رافع إلى محمد بن زيد العلوي فأخذ منه مدينة جرجان فهرب إلى استراباذ فحصره بها سنين فغلا بها السعر حتى بيع الملح بها وزن درهم بدرهمين فهرب منهن ليلا إلى سارية فأذخ منها رافع بلادا كثيرة بعد ذلك في مدة متطاولة وفي المحرم منها أوفى صفر كانت وفاة المنذر بن محمد بن عبدالرحمن الأموي صاحب الأندلس عن ست وأربعين سنة وكانت ولايته سنة وأحد عشر يوما وكان أسمر طويلا بوجهه أثر جدري جوادا ممدحا يحب الشعراء ويصلهم بمال كثير ثم قام بالأمر من بعده أخوه محمد فامتلأت بلاد الأندلس في أيامه فتنا وشرا حتى هلك كما سيأتي وفيها توفي من الأعيان أبو بكر أحمد بن محمد الحجاج المروزي صاحب الإمام أحمد كان من الأذكياء كان أحمد يقدمه على جميع أصحابه ويأنس به ويبعثه في الحاجة ويقول له قل ما شئت وهو الذي أغمض الإمام أحمد وكان فيمن غسله وقد نقل عن أحمد مسائل كثيرة ووحصلت له رفعة عظيمة مع أحمد حين طلب إلى سامرا ووصل بخمسين ألفا فلم يقبلها أحمد بن محمد بن غالب بن خالد بن مرداس أبو عبدالله الباهلي البصري المعروف بغلام خليل سكن بغداد روى عن سليمان ابن داود الشاذكوني وشيبان بن فروخ وقرة بن حبيب وغيرهم وعنه ابن السماك وابن مخلد وغيرهما وقد أنكر عليه أبو حاتم وغيره أحاديث رواها منكرة عن شيوخ مجهولين قال أبو حاتم ولم يكن ممن يفتعل الحديث كان رجلا صالحا وكذبه أبو داود وغير واحد وروى ابن عدي عنه أنه اعترف بوضع الحديث ليرقق به قلوب الناس وكان عابدا زاهدا يقتات الباقلاء الصرف وحين مات أغلقت أسواق بغداد وحضر الناس جنازته والصلاة عليه ثم جعل في زورق وشيع إلى البصرة فدفن بها في رجب من هذه السنة وأحمد بن ملاعب روى عن يحيى بن معين وغيره وكان ثقة دينا عالما فاضلا انتشر به كثير من الحديث وأبو سعيد الحسن بن الحسين بن عبدالله بن السكري النحوي اللغوي صاحب التصانيف واسحاق بن إبراهيم بن هانئ أبو يعقوب النيسابوري كان من أخصاء أصحاب الإمام أحمد وعنده اختفى أحمد في زمن المحنة وعبدالله بن يعقوب بن إسحاق التميمي العطار الموصلي قال ابن الأثير كان كثير الحديث معدلا عند الحكام ويحيى بن أبي طالب وأبو داود السجستاني صاحب السنن اسمه سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن يحيى بن عمران أبو داود السجستاني أحد أئمة الحديث الرحالين إلى الآفاق في طلبه جمع وصنف وخرج وألف