خراسان إلى محمد بن طاهر وبعث جيشا إلى عمرو بن الليث فهزمه عمرو وفيها كانت وقعة بين أبي العباس المعتضد بن الموفق أبي أحمد وبين خمارويه بن أحمد بن طولون وذلك أن خماروية لما ملك بعد أبيه بلاد مصر والشام جاءه جيش من جهة الخليفة عليهم إسحاق بن كنداج نائب الجزيرة وابن أبي الساج فقاتلوه بأرض ويترز فامتنع من تسليم الشام إليهم فاستنجدوا بأبي العباس بن الموفق فقدم عليهم فكسر خمارويه بن أحمد وتسلم دمشق واحتازها ثم سار خلف خمارويه إلى بلاد الرملة فأدركه عند ماء عليه طواحين فاقتتلوا هنالك وكانت تسمى وقعة الطواحين فكانت النصرة أولا لأبي العباس على خمارويه فهزمه حتى هرب خمارويه لا يلوي على شيء فلم يرجع حتى دخل الديار المصرية فأقبل أبو العباس وأصحابه على نهب معسكرهم فبينما هم كذلك إذ أقبل كمين لجيش خمارويه وهم مشغولون بالنهب فوضعت المصريون فيهم السيوف فقتلوا منهم خلقا كثيرا وانهزم الجيش وهرب أبو العباس المعتضد فلم يرجع حتى وصل دمشق فلم يفتح له أهلها الباب فانصرف حتى وصل إلى طرسوس وبقي الجيشان المصري والعراقي يقتتلان وليس لواحد منهما أمير ثم كان الظفر للمصريين لأنهم أقاموا أبا العشائر أخا خمارويه عليم أميرا فغلبوا بسبب ذلك واستقرت أيديهم على دمشق وسائر الشام وهذه الوقعة من أعجب الوقعات وفيها جرت حروب كثيرة بأرض الأندلس من بلاد المغرب وفيها دخل إلى المدينة النبوية محمد وعلي ابنا الحسين بن جعفر بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فقتلا خلقا من أهلها وأخذا أموالا جزيلة وتعطلت الصلوات في المسجد النبوي أربع جمع لم يحضر الناس فيه جمعة ولا جماعة فإنا لله وإنا إليه راجعون وجرت بمكة فتنة أخرى واقتتل الناس على باب المسجد الحرام أيضا وحج بالناس هارون بن موسى المتقدم وفيها توفي عباس بن محمد الدينوري تلميذ ابن معين وغيره من أئمة الجرح والتعديل وعبدالرحمن بن محمد بن منصور البصري ومحمد بن حماد الطهراني ومحمد بن سنان العوفي ويوسف ابن مسلم وبوران زوجة المأمون زوجة المأمون ويقال إن اسمها خديجة وبوران لقب لها والصحيح الأول عقد عليها المأمون بفم الصلح سنة ست ومائتين ولها عشر سنين ونثر عليها أبوها يومئذ وعلى الناس بنادق المسك مكتوب في ورقة وسط كل بندقة اسم قرية أو ملك جارية أو غلام أو فرس فمن وصل إليه من ذلك شيء ملكه ونثر ذلك على عامة الناس ونثر الدنانير ونوافج المسك وبيض العنبر وأنفق على المأمون وعسكره مدة إقامته تلك الأيام الخمس ألف ألف درهم فلما ترحل المأمون عنه أطلق له عشرة آلاف ألف درهم وأقطعه فم الصلح وبنى بها سنة عشر فلما جلس المأمون فرشوا له حصرا من