ذهنه وجودة تصرفه ومن أجل كتبه كتاب الحيوان وكتاب البيان والتبيين قال ابن خلكان وهما أحسن مصنفاته وقد أطال ترجمته بحكايات ذكرها عنه وذكر أنه أصابه الفالج في آخر عمره وحكى أنه قال أنا من جانبي الأيسر مفلوج لو قرض بالمقاريض ما علمت وجانبي الأيمن منضرس لو مرت به ذبابة لآلمتني وبي حصاة وأشد ما على ست وتسعون سنة وكان ينشد ... أترجو أن تكون وأنت شيخ ... كما قد كنت أيام الشباب ... لقد كذبتك نفسك ليس ثوب ... دريس كالجديد من الثياب ... .
وفيها توفى عبد الله بن عبد الرحمن أبو محمد الدارمي وعبدالله بن هاشم الطوسي والخليفة أبو عبدالله المعتز بن المتوكل ومحمد بن عبدالرحيم الملقب صاعقة .
محمد بن كرام .
الذي تنسب إليه الفرقة الكرامية وقد نسب إليه جواز وضع الأحاديث على الرسول وأصحابه وغيرهم وهو محمد بن كرام بفتج الكاف وتشديد الراء على وزن جمال بن عراف بن حزامة بن البراء أبو عبدالله السجستاني العابد يقال إنه من بني تراب ومنهم من يقول محمد بن كرام بكسر الكاف وتشديد الراء وهو الذي سكن بيت المقدس إلى أن مات وجعل الآخر شيخا من أهل نيسابور والصحيح الذي يظهر من كلام أبي عبدالله الحاكم وابن عساكر أنهما واحد وقد روى ابن كرام عن علي بن حجرد وعلي بن إسحاق الحنظلي السمرقندي سمع منه التفسير عن محمد بن مروان عن الكلبي وإبراهيم بن يوسف الماكناني وملك بن سليمان الهروي وأحمد بن حرب وعتيق بن محمد الجسري وأحمد بن الأزهر النيسابوري وأحمد بن عبدالله الحوساري ومحمد بن تميم القارياني وكانا كذا بين وضاعين وغيرهم وعنه محمد بن إسماعيل بن إسحاق وأبو إسحاق بن سفيان وعبدالله بن محمد القيراطي وإبراهيم بن الحجاج النيسابوري وذكر الحاكم أنه حبس في حبس طاهر بن عبدالله فلما أطلقه ذهب إلى ثغور الشام ثم عاد إلى نيسابور فحبسه محمد بن طاهر بن عبدالله وأطال في حبسه وكان يتأهب لصلاة الجمعة ويأتي إلى السجان فيقول دعني أخرج إلى الجمعة فيمنعه السجان فيقول اللهم إنك تلعم أن المنع من غيري وقال غيره أقام ببيت المقدس أربع سنين وكان يجلس للوعظ عند العمود الذي عند مشهد عيسى عليه السلام واجتمع عليه خلق كثير ثم تبين لهم أنه يقول إن الأيمان قول بلا عمل فتركه أهلها ونفاه متوليها إلى غور زغر فمات بها ونقل إلى بيت المقدس مات في صفر من هذه السنة وقال الحاكم توفي ببيت المقدس ليلا ودفن بباب أريحا عند قبور الأنبياء عليهم السلام وله ببيت المقدس من الأحصاب نحو من عشرين ألفا والله أعلم