وكان يعلم أن الملك ليس له ... وأنه لك لكن نفسه خدعا ... ومالك الملك مؤتيه ونازعه ... آتاك ملكا ومنه الملك قد نزعا ... إن الخلافة كانت لا تلائمه ... كانت كذات حليل زوجت متعا ... ما كان أقبح عند الناس بيعته ... وكان أحسن قول الناس قد خلعا ... ليت السفين إلى قاف دفعن به ... نفسي الفداء لملاح به دفعا ... كم ساس قبلك أمر الناس من ملك ... لو كان حمل ما حملته ظلعا ... أمسى بك الناس بعد الضيق في سعة ... والله يجعل بعد الضيق متسعا ... والله يدفع عنك السوء من ملك ... فإنه بك عنا السوء قد دفعا ... وكتب المعتز من سامرا إلى نائب بغداد محمد بن عبدالله بن طاهر أن يسقط اسم وصيف وبغا ومن كان في رسمهما في الدواوين وعزم على قتلهما ثم استرضى عنهما فرضى عنهما وفي رجب من هذه السنة خلع المعتز أخاه إبراهيم الملقب بالمؤيد من ولاية العهد وحبسه وأخاه أبا أحمد بعدما ضرب المؤيد أربعين مقرعة ولما كان يوم الجمعة خطب بخلعه وأمره أن يكتب كتابا على نفسه بذلك وكانت وفاته بعد ذلك بخمسة عشر يوما فقيل إنه أدرج في لحاف سمور وأمسك طرفاه حتى مات غما وقيل بل ضرب بحجارة من ثلج حتى مات بردا وبعد ذلك أخرج من السجن ولا أثر به فأحضر القضاة والأعيان فشهدوا على موته من غير سبب ولا أثر ثم حمل على حمار ومعه كفنه إلى أمه فدفنته .
ذكر مقتل المستعين .
وفي شوال منها كتب المعتز إلى نائبه محمد بن عبدالله بن طاهر يأمره بتجهيز جيش نحو المستعين فجهز أحمد بن طولون التركي فوافاه فأخرجه لست بقين من رمضان فقدم به القاطول لثلاث مضين من شوال ثم قتل فقيل ضرب حتى مات وقيل بل غرق في دجيل وقيل بل ضربت عنقه وقد ذكر ابن جرير أن المستعين سأل من سعيد بن صالح التركي حين أراد قتله أن يمهله حتى يصلي ركعتين فأمهله فلما كان في السجدة الأخيرة قتله وهو ساجد ودفن جثته في مكان صلاته وخفى أثره وحمل رأسه إلى المعتز فدخل به عليه وهو يلعب بالشطرنج فقيل هذا رأس المخلوع فقال ضعوه حتى أفرغ من الدست فلما فرغ نظر إليه وأمر بدفنه ثم أمر لسعيد بن صالح الذي قتله بخمسين ألف درهم وولاه معونة البصرة وفيها مات إسماعيل بن يوسف العلوي الذي فعل بمكة ما فعل كما تقدم من إلحاده في الحرم فأهلكه الله في هذه السنة عاجلا ولم ينظره وفيها مات أحمد بن محمد وهو المستعين بالله كما تقدم وإسحاق بن بهلول وزياد بن يوب ومحمد بن يشار وغندر وموسى بن المثنى الزمن ويعقوب بن إبراهيم الدورقي