إن وترا يكون طالبه الله ... ه لوتر نجاحه بالحري ... وكان الخليفة قد وجه أميرا إلى الحسين بن إسماعيل نائب الكوفة فلما قتل يحيى بن عمر دخلوا الكوفة فأراد ذلك الأمير أن يضع في أهلها السيف فمنعه الحسين وأمن الأسود والأبيض وأطفأ الله هذه الفتنة فلما كان رمضان من هذه السنة خرج الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسين بن زيد ابن الحسن بن علي بن أبي طالب بناحية طبرستان وكان سبب خروجه أنه لما قتل يحيى بن عمر أقطع المستعين لمحمد بن عبدالله بن طاهر طائفة من أرض تلك الناحية فبعث كاتبا له يقال له جابر بن هارون وكان نصرانيا ليتسلم تلك الأراضي فلما انتهى إليهم كرهوا ذلك جدا وأرسلوا إلى الحسن بن زيد هذا فجاء إليهم فبايعوه والتف عليه جملة الديلم وجماعة الأمراء في تلك النواحي فركب فيهم دخل آهل طبرستان وأخذها قهرا وجبى خراجها واستفحل أمره جدا ثم خرج منها طالبا لقتال سليمان بن عبدالله أمير تلك الناحية فالتقيا هنالك فكانت بينهما حروب ثم انهزم سليمان هزيمة منكرة وترك أهله وماله ولم يرجع دون جرحان فدخل الحسن بن زيد سارية فأخذ ما فيها من الأموال والحواصل وسير أهل سليمان إليه مكرمين على مراكب واجتمع للحسن بن زيد إمرة طبرستان بكمالها ثم بعث إلى الري فأخذها ايضا وأخرج منها الطاهرية وصار إلى جند همذان ولما بلغ خبره المستعين وكان مدير ملكه يومئذ وصيف التركي اغتم لذلك جدا واجتهد في بعث الجيوش والأمداد لقتال الحسن بن زيد هذا وفي يوم عرفة منها ظهر بالري أحمد بن عيسى بن حسين الصغير بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وإدريس بن موسى بن عبدالله بن موسى بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب فصلى بالناس يوم العيد أحمد بن عيسى هذا ودعا إلى الرضى من آل محمد فحاربه محمد بن علي بن طاهر فهزمه أحمد بن عيسى هذا واستفحل أمره وفيها وثب أهل حمص على عاملهم الفضل بن قارن فقتلوه في رجب فوجه المستعين إليهم موسى بن بغا الكبير فاقتتلوا بأرض الرستن فهزمهم وقتل جماعة من أهلها وأحرق أماكن كثيرة منها وأسر أشراف أهلها وفيها وثبت الشاكرية والجند في أرض فارس على عبدالله بن إسحاق بن إبراهيم فهرب منهم فانتهبوا داره وقتلوا محمد بن الحسن بن قارن وفيها غضب الخليفة على جعفر بن عبدالواحد ونفاه إلى البصرة وفيها أسقطت مرتبة جماعة من الأمويين في دار الخلافة وفيها حج بالناس جعفر بن الفضل أمير مكة وفيها توفي من الأعيان أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح والبزي أحد القراء المشاهير