الجند والأتباع فالتقي هو وبابك فاقتتلا قتالا شديدا فقتل الأفشين من أصحاب بابك خلقا كثيرا أزيد من مائة ألف وهرب هو إلى مدينته فأوى فيها مكسورا فكان هذا أول ما تضعضع من أمر بابك وجرت بينهما حروب يطول ذكرها وقد استقصاها ابن جرير .
وفيها خرج المعتصم من بغداد فنزل القاطول فأقام بها وفيها غضب المعتصم على الفضل بن مروان بعد المكانة العظيمة وعزله عن الوزراة وحبسه وأخذ أمواله وجعل مكانه محمد بن عبد الملك ابن الزيات وحج بالناس فيها صالح بن على بن محمد أمير السنة الماضية في الحج .
وفيها توفي آدم بن أبي إياس وعبد الله بن رجاء وغفان بن مسلمة وقالون أحد مشاهير القراء وأبو حذيفة الهندي .
ثم دخلت سنة إحدى وعشرين ومائتين .
فيها كانت وقعة هائلة بين بغا الكبير وبابك فهزم بابك بغا وقتل خلقا من أصحابه ثم اقتتل الأفشين وبابك فهزمه افشين وقتل خلقا من أصحابه بعد حروب طويلة قد استقصاها ابن جرير وحج بالناس فيا نائب مكة محمد بن داود بن عيسى بن موسى العباسي .
وفيها توفي عاصم بن على وعبدالله بن مسلم القعنبي وعبدان وهشام بن عبيدالله الرازي .
ثم دخلت سنة ثنتين وعشرين ومائتين .
فيها جهز المعتصم جيشا كبيرا مددا للأفشين على محاربة بابك وبعث إليه ثلاثين ألف ألف درهم نفقة للجند فاقتتلوا قتالا عظيما وافتتح الافشين البذ مدينة بابك واستبحاح ما فيها وذلك يوم الجمعة لعشر بعين من رمضان وذلك بعد محاصرة وحروب هائلة وقتال شديد وجهد جهيد وقد أطال ابن جرير بسط ذلك جدا وحاصل الأمر أنه افتتح البلد وأخذ جميع ما فيه من الأموال مما قدر عليه .
ذكر مسك بابك .
لما احتوى المسلمين على بلده المسمى بالبذ وهي دار ملكه ومقر سلطته هرب بمن معه من أهله وولده ومعه أمه وامرأته فانفرد في شرذمة قليلة ولم يبق معهم طعام فاجتازوا بحراث فبعث غلامه إليه وأعطاه ذهبا فقال اعطه الذهب وخذ ما معه من الخبز فنظر شريك الحراث إليه من بعيد وهو يأخذ منه الخبز فظن أنه قد اغتصبه منه فذهب إلى حصن هناك فيه نائب للخليفة يقال له سهل بن سنباط ليستعدى على ذلك الغلام فقال ما خبرك فقال لاشيء إنما أعطيته دنانير وأخذت منه الخبز فقال ومن انت فأراد ان يعمي عليه الخبز فألح عليه فقال من غلمان بابك فقال واين هو فقال هاهو ذا جالس يريد الغداء فسار إليه سهل بن سنباط فلما رآه ترجل وقبل يده وقال ياسيدي أين تريد قال أريد أ ن أدخل بلاد