ومن زعم أنها تفك من الخشب أو أنها تنفع أو تضر بغير مشيئة الله فهو مشرك رحمها الله وأكرمها .
الفضل بن الربيع .
ابن يونس بن محمد بن عبدالله بن أبي فروة كيسان مولى عثمان بن عفان كان الفضل هذا متمكنا من الرشيد وكان زوال دولة البرامكة على يديه وقد وزر مرة للرشيد وكان شديد التشبه بالبرامكة وكانوا يتشبهون به فلم يزل يعمل جهده فيهم حتى هلكوا كما تقدم وذكر ابن خلكان أن الفضل هذا دخل يوما على يحي بن خالد وابنه جعفر يوقع بين يديه ومع الفضل عشر قصص فلم يقض له منها واحدة فجمعهن الفضل بن الربيع وقال ارجعن خائبات خاسئات ثم نهض وهو يقول ... عسى وعسى يثني الزمان عنانه ... بتصريف حال والزمان عثور ... فتقضى لبانات وتشفى حزائز ... وتحدث من بعد الأمور أمور ... .
فسمعه الوزير يحي بن خالد فقال له أقسمت عليك لم رجعت فأخذ منه القصص فوقع عليها ثم لم يزل يحفر خلفهم حتى تمكن منهم وتولى الوزارة بعدهم وفي ذلك يقول أبو نواس ... ما رعى الدهر آل برملك لما ... أن رمى ملكهم بأمر فظيع ... إن دهرا لم يرع ذمه ليحي ... غير راع ذمام آل الربيع ... .
ثم وزر من بعد الرشيد لابنه الأمين فلما دخل المأمون بغداد اختفى فأرسل له المأمون أمانا فخرج فجاء فدخل على المأمون بعد اختفاء مدة فأمنه ثم لم يزل خاملا حتى مات في هذه السنة وله ثمان وستون سنة .
ثم دخلت سنة تسع ومائتين .
فيها حصر عبد الله بن طاهر نصر بن شبث بعد ما حابه خمس سنين وضيق عليه جدا حتى ألجأه إلى أن طلب منه الأمان فكتب ابن طاهر إلى المأمون يعلمه بذلك فأرسل إليه أن يكتب له أمانا عن أمير المؤمنين فكتب له كتاب أمان فنزل فأمر عبد الله بتخريب المدينة التي كان متحصنا بها وذهب شره وفيها جرت حروب مع بابك الخرمي فأسر بابك بعض أمراء الإسلام وأحد مقدمي العساكر فاشتد ذلك على المسلمين وفيها حج بالناس صالح بن العباس بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس وهو والي مكة وفيها توفي ملك الروم ميخائيل بن نقفور ( جرجس ) وكان له عليهم تسع سنين فملكوا عليهم ابنه توفيل بن ميخائيل .
وفيها توفي من مشايخ الحديث الحسن بن موسى الأشيب وأبو على الحنفي وحفص بن عبد الله قاضي نيسابور وعثمان بن عمر بن فارس ويعلى بن عبيد الطنافسي .
ثم دخلت سنة عشر ومائتين .
في صفر منها دخل نصر بن شبث بغداد بعثه عبد الله بن طاهر فدخلها ولم يتلقاه أحد من