وفيها توفي إسحاق بن الفرات وأشهب بن عبد العزيز المصري المالكي والحسن بن زياد اللؤلؤي الكوفي الحنفي وأبو داود سليمان بن داود الطيالسي صاحب المسند أحد الحفاظ وأبو بدر شجاع بن الوليد وأبو بكر الحنفي وعبد الكريم وعبد الوهاب بن عطا الخفاف والنضر بن شميل أحد أئمة اللغة وهشام بن محمد بن السائب الكلبي أحد علماء التاريخ .
ثم دخلت سنة خمس ومائتين .
فيها ولى المأمون طاهر بن الحسين بن مصعب نيابة بغداد والعراق وخراسان إلى أقصى عمل المشرق ورضى عنه ورفع منزلته جدا وذلك لأجل مرض الحسن بن سهل بالسواد وولى المأمون مكان طاهر على الرقة والجزيرة يحي بن معاذ وقدم عبد الله بن طاهر بن الحسين إلى بغداد في هذه السنة وكان أبوه قد استخلفه على الرقة وأمره بمقاتلة نصر بن شبث وولي المأمون عيسى ابن يزيد الجلودي مقاتله الزط وولي عيسى بن محمد بن أبي خالد أذربيجان ومات نائب مصر السري بن الحكم بها ونائب السند داود بن يزيد فولى مكانه بشر بن داود على أن يحمل إليه في كل سنة ألف ألف درهم وحج بالناس فيها عبيد الله بن الحسن نائب الحرمين وفيها توفي من الأعيان إسحاق بن منصور السلولي وبشر بن بكر الدمشقي وأبو عامر العقدي ومحمد بن عبيد الطنافسي ويعقوب الحضري وأبو سليمان الداراني عبد الرحمن بن عطية وقيل عبد الرحمن ابن أحمد بن عطية وقيل عبد الرحمن بن عسكر أبو سليمان الداراني أحد أئمة العلماء العاملين أصله من واسط سكن قرية غربي دمشق يقال لها داريا .
وقد سمع الحديث من سفيان الثوري وغيره وروى عنه أحمد بن أبي الحواري وجماعة وأسند الحافظ ابن عساكر من طريقة قال سمعت على بن الحسن بن أبي الربيع الزاهد يقول سمعت إبراهيم بن أدهم يقول سمعت ابن عجلان يذكر عن القعقاع بن حكيم عن أنس بن مالك قال قال رسول الله A ( من صلى قبل الظهر أربعا غفر الله ذنوبه يومه ذلك ) وقال أبو القاسم القشيري حكى عن أبي سليمان الداراني قال اختلفت إلى مجلس قاص فأثر كلامه في قلبي فلما قمت لم يبق في قلبي منه شيء فعدت إليه ثانية فأثر في قلبي بعد ما قمت وفي الطريق ثم عدت إليه ثالثة فأثر كلامه في قلبي حتى رجعت إلى منزلى فكسرت آلات المخالفات ولزمت الطريق فحكيت هذه الحكاية ليحي بن معاذ فقال عصفور اصطاد كركيا يعنى بالعصفور القاص وبالكركي أبا سليمان وقال أحمد بن أبي الحواري سمعت أبا سليمان يقول ليس لمن ألهم شيئا من الخير أن يعمل به حتى يسمع به في الأثر فاذا سمع به في الأثر عمل به فكان نورا على نور وقال الجنيد قال أبو سليمان ربما يقع في قلبي النكتة من نكت القوم فلا أقبلها إلا بشاهدين عدلين الكتاب والسنة