خمس عشرة سنة وقيل ابن ثماني عشرة سنة أذن له شيخه مسلم بن خالد الزنجي وعنى باللغة والشعر وأقام في هذيل نحوا من عشر سنين وقيل عشرين سنة فتعلم منهم لغات العرب وفصاحتها وسمع الحديث الكثير على جماعة من المشايخ والأئمة وقرأ بنفسه الموطأ على مالك من حفظه فأعجبته قراءته وهمته وأخذ عنه علم الحجازيين بعد أخذه عن مسلم بن خالد الزنجي وروى عنه خلق كثير قد ذكرنا أسماءهم مرتيين على حروف المعجم وقرأ القرآن على إسماعيل بن قسطنطين عن شبل عن ابن كثير عن مجاهد عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن رسول الله A عن جبريل عن الله D .
وأخذ الشافعي الفقه عن مسلم بن خالد عن ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس وابن الزبير وغيرهما عن جماعة من الصحابة منهم عمرو بن على وابن مسعود وزيد بن ثابت وغيرهم وكلهم عن رسول الله A وتفقه أيضا على مالك عن مشايخه وتفقه به حماعة قد ذكرناهم ومن بعدهم إلى زماننا في تصنيف مفرد وقد روى ابن أبي حاتم عن أبي بشر الدولابي عن محمد بن إدريس وراق الحميدي عن الشافعي أنه ولى الحكم بنجران من أرض اليمن ثم تعصبوا عليه ووشوا به إلى الرشيد أنه يروم الخلافة فحمل على بغل في قيد إلى بغداد فدخلها في سنة أربع وثمانين ومائة وعمره ثلاثون سنة فاجتمع بالرشيد فتاظر هو ومحمد بن الحسن بين يدي الرشيد وأحسن القول فيه محمد بن الحسن وتبين للرشيد فتناظر هو ومحمد بن الحسن بين يدي الرشيد وأحسن القول فيه محمد بن الحسن وتبين للرشيد براءته مما نسب إليه وأنزله محمد بن الحسن عنده وكان أبو يوسف قد مات قبل ذلك بسنة وقيل بسنتين وأكرمه محمد بن الحسن وكتب عنه الشافعي وقر بعير ثم أطلق له الرشيد ألفي دينار وقيل خمسة آلاف دينار وعاد الشافعي إلى مكة ففرق عامة ماحصل له في أهله وذوي رحمه من بنى عمه ثم عاد الشافعي إلى العراق في سنة خمس وتسعين ومائة فاجتمع به جماعة من العلماء هذه المرة منهم أحمد بن حنبل وأبو ثور والحسين بن على الكرابيسى والحارث بن شريح البقال وابو عبد الرحمن الشافعي والزعفراني وغيرهم ثم رجع إلى مكة ثم رجع إلى بغداد سنة ثمان وتسعين ومائة ثم انتقل منها إلى مصر فأقام بها إلى أن مات في هذه السنة سنة أربع ومائتين وصنف بها كتابه الأم وهو من كتبه الجديدة لأنها من رواية الربيع ابن سليمان وهو مصري وقد زعم إمام الحرمين وغيره أنها من القديم وهذا بعيد وعجيب من مثله والله أعلم .
وقد أثنى على الشافعي غير واحد من كبار الأئمة منهم عبد الرحمن بن مهدي وسأله أن يكتب له كتابا في الأصول فكتب له الرسالة وكان يدعو له في الصلاة دائما وشيخه مالك بن أنس وقتيبة ابن سعيد وقال هو إمام وسفيان بن عيينة ويحي بن سعيد القطان وكان يدعو له أيضا في