حنان قد رأيناها فلم نر مثلها بشرا ... يزيدك وجهها حسنا إذا مازدته نظرا ... .
فقال الرشيد زد فقال .
... إذا ما الليل مال عليك بالاظلام واعتكرا ... ودج فلم تر فجرا ... فابرزها تر قمرا ... .
فقال إنا قد رأيناها وقد أمرنا لك بعشرة آلاف درهم ومن شعره الذي أقر له فيه بشار ابن برد وأثبته في سلك الشعراء بسببه قوله ... أبكى الذين أذاقوني مودتهم ... حتى إذا أيقظوني للهوى رقدوا ... واستنهضوني فلما قمت منتصبا ... بثقل ما حملوني منهم قعدوا ... .
وله أيضا ... وحدثتنى يا سعد عنها فزدتني ... جنونا فزدني من حديثك ياسعد ... هواها هوى لم يعرف القلب غيره ... فليس له قبل وليس له بعد ... .
قال الاصمعي دخلت على العباس بن الأحنف بالبصرة وهو طريح على فراشه يجود بنفسه وهو يقول .
... يا بعيد الدار عن وطنه ... مفردا يبكى على شجنه ... كلما جد النحيب به ... زادت الأسقام في بدنه ... .
ثم أغمى عليه ثم انتبه بصوت طائر على شجرة فقال .
... ولقد زاد الفؤاد شجا ... هاتف يبكي على فننه ... شاقه ما شاقني فبكى ... كلنا يبكي على سكنه ... .
قال ثم أغمى عليه أخرى فحركته فإذا هو قد مات قال الصولي كانت وفاته في هذه السنة وقيل بعدها وقيل قبلها في سنة ثمان وثمانين ومائة فالله أعلم وزعم بعض المؤرخين أنه بقي بعد الرشيد .
عيسى بن جعفر بن أبي جعفر المنصور .
أخو زبيدة كان نائبا على البصرة في أيام الرشيد فمات في أثناء هذه السنة وفيها توفي .
الفضل بن يحي .
ابن خالد بن برمك أخو جعفر وأخوته كان هو والرشيد يتراضعان أرضعت الخيزران فضلا وأرضعت أم الفضل وهي زبيدة بنت بن بريه هارون الرشيد وكانت زبيدة هذه من مولدات بتبين البرية وقد قال في ذلك بعض الشعراء ... كفى لك فضلا أن أفضل حرة ... غذتك بثدى والخليفة واحد ... لقد زنت يحي في المشاهد كلها ... كما زان يحي خالدا في المشاهد ... .
قالوا وكان الفضل أكرم من أخيه جعفر ولكن كان فيه كبر شديد وكان عبوسا وكان جعفر أحسن بشرا منه وأطلق وجها وأقل عطاء وكان الناس إليه أميل ولكن خصلة الكرم