باطل باطل وقال الأوزاعي كان عندنا رجل يخرج يوم الجمعةإلى الصيد ولا ينتظر الجمعة فحسف ؟ ببغلته فلم يبق منها إلا أذناها وخرج الأوزاعي يوما من باب مسجد بيروت وهناك كان فيه رجل يبيع الناطف وإلى جانبه رجل يبيع البصل وهو يقول له يا بصل أحلى من العسل او قال أحلى من الناطف فقال الأوزاعي سبحان الله أيظن هذا أن شيئا من الكذب يباح فكأن هذا ما يرى في الكذب بأسا .
وقال الواقدي قال الأوزاعي كنا قبل اليوم نضحك ونلعب أما إذا صرنا أئمة يقتدى بنا فلا ترى أن يسعنا ذلك وينبغي أن نتحفط وكتب إلى أخ له أما بعد فقد أحيط بك من كل جانب وإنه يسار بك في كل يوم وليله فاحذر الله والقيام بين يديه وأن يكون آخر العهد بك والسلام .
وقال إبن أبي الدنيا حدثني محمد بن إدريس سمعت أبا صالح كاتب الليث .
يذكر عن الهقل ابن زياد عن الأوزاعي أنه وعظ فقال في موعظته أيها الناس تقووا بهذه النعم التي أصبحتم فيها على الهرب من نار الله الموقدة التي تطلع على الافئدة فإنكم في دار الثواء فيها قليل وأنتم عما قليل عنها راحلون خلائف بعد القرون الماضية الذين استقبلوا من الدنيا آنفها وزهرتها فهم كانوا أطول منكم أعمارا وأمد أجساما وأعظم أحلاما وأكثر أموالا وأولادا فخددوا الجبال وجابوا الصخر بالواد وتنقلوا في البلاد مؤيدين بطش شديد وأجساد كالعماد فما لبثت ألايام والليالي أن طوت آثارهم وأخربت منازلهم وديارهم وأنست ذكرهم فهل تحسن منهم من أحد أو وتسمع له ركزا كانوا بلهو الأمل آمنين وعن ميقات يوم موتهم غافلين فآبوا إياب قوم نادمين ثم إنكم قد علمتم الذي نزل بساحتهم بيانا من عقوبة الله فأصبح كثير منهم في ديارهم جاثمين وأصبح الباقون المتخلفون يبصرون في نعمة الله وينظرون في آثار نقمته وزوال نعمته عمن تقدمهم من الهالكين ينظرون والله في مساكن خإليه خاوية وقد كانت بالعز محفوفة وبالنعم معروفة والقلوب إليها مصروفة والأعين نحوها ناظرة فأصبحت أية للذين يخافون العذاب الأليم وعبرة لمن يخشى وأصبحتم بعدهم في أجل منقوص ودنيا منقوصة في زمان قد ولى عفوه وذهب رخاؤه وخيره وصفوه فلم يبق منه إلا جمة شر وصبابة كدر وأهاويل عبر وعقوبات غير وارسال فتن وتتابع زلال ورذالة خلف بهم ظهر الفساد في البر والبحر يضيقون الديار ويغلون الاسعار بما يرتكبونه من العار والشنار فلا تكونوا أشباها لمن خدعه الامل وغيره طول الاجل ولعبت به الاماني نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن إذا دعى بدر وإذا أنهى انتهى وعقل مثواه فمهد لنفسه .
وقد اجتمع الأوزاعي بالمنصور حين دخل الشام ووعظه وأحبه المنصور وعظمه ولما أراد الانصراف من بين يديه استأذنه أن لا يلبس السواد فأذن له فلما خرج قال المنصور للربيع