وقد قال المنصور يوما لأحظى كتابه عنده وهو سليمان بن مجالد ينبغي أن نجيب الأوزاعي على ذلك دائما لنستعين بكلامه فيما نكاتب به إلى الافاق إلى من لايعرف كلام الأوزاعي فقال والله يا أمير المؤمنين لايقدر أحد من أهل الارض على مثل كلامه ولا على شيء منه وقال الوليد ابن مسلم كان الأوزاعي إذا صلى الصبح جلس يذكر الله سبحانه وتعإلى حتى تطلع الشمس وكان يأثر عن السلف ذلك قال ثم يقومون فيتذاكرون في اللغة والفقه والحديث وقال الأوزاعي رأيت رب العزة في المنام فقال أنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فقال بفضلك أي رب ثم قلت يارب أمتني على الاسلام فقال وعلى السنة وقال محمد بن سابور قال لي شيخ بجامع دمشق أنا ميت في يوم كذا وكذا فلما كان في ذلك اليوم رأيته في صحن الجامع يتفلى فقال لي اذهب إلى سرير الموتى فأحرزه لي عندك قبل أن تسبق إليه فقلت ماذا تقول فقال هو ما أقول لك وإني رأيت كأن قائلا يقول فلان قدري وفلان كذا وعثمان بن العاتكة نعم الرجل وأبو عمرو الأوزاعي خير من يمشي على وجه الأرض وأنت ميت في يوم كذا وكذا قال محمد بن شعيب فما جاء الظهر حتى مات وصلينا عليه بعدها وأخرجت جنازته ذكر ذلك ابن عساكر وكان الأوزاعي C كثير العبادة حسن الصلاة ورعا ناسكا طويل الصمت وكان يقول من أطال القيام في صلاة الليل هون الله عليه طول القيام يوم القيامه أخذ ذلك من قوله تعإلى ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوم ثقيلا وقال الوليد بن مسلم ما رأيت أحدا اشد اجتهادا من الأوزاعي في العبادة وقال غيره حج فما نام على الراحلة انما هو في صلاة فاذا نعس استند إلى القتب وكان من شدة الخشوع كأنه أعمى ودخلت امرأة على الأوزاعي فرأت الحصير الذي يصلي عليه مبلولا فقالت لها لعل الصبي بال ههنا فقالت هذا أثر دموع الشيخ من بكائه في سجوده هكذا يصبح كل يوم وقال الأوزاعي عليك بآثار من سلف وأن رفضك الناس وإياك وأقوال الرجال وإن زخرفوه وحسنوه فإن الأمر ينجلي وأنت منه على طريق مستقيم وقال أيضا اصبر على السنة وقف حيث يقف القوم وقل ما قالوا وكف عما كفوا وليسعك ما وسعهم وقال العلم ما جاء عن أصحاب محمد ومالم يجيء عنهم فليس بعلم وكان يقول لا يجتمع حب علي و عثمان إلا في قلب مؤمن وإذا أراد الله بقوم شر فتح عليهم باب الجدل وسد عنهم باب العلم والعمل قالواوكان الأوزاعي من أكرم الناس وأسخاهم وكان له في بيت المال على الخلفاء أقطاع صار إليه من بني أمية وقد وصل إليه من خلفاء بني أمية وأقاربهم وبني العباس نحو سبعين ألف دينار فلم يمسك منها شيئا ولا اقتنى شيئا من عقار ولا غيره ولا ترك يوم مات سوى سبعة دنانير كانت جهازه بل