كأنهم بنيان مرصوص والامر لله ولو سارواإلى الكوفة وبيتوا الجيش أو جعل جيشه كراديس لتم له الامر مع تقدير الله تعالى .
واقبل الجيشان فتصافوا في باخمرى وهي على ستة عشر فرسخا من الكوفة فاقتتلوا بها قتالا شديدا فانهزم حميد بن قحطبه بمن معه من المقدمه فجعل عيسى يناشدهم الله في الرجوع والكرة فلا يلوي عليه أحد وثبت عيسى بن موسى في مائة رجل من أهله فقيل له لو تنحيت من مكانك هذا لئلا يحطمك جيش إبراهيم فقال والله لا أزول منه حتى يفتح الله لى أو أقتل هاهنا وكان المنصور قد تقدم إليه بما أخبره بعض المنجمين أن الناس يكون لهم جولة عن عيسى بن موسى ثم يقومون إليه وتكون العاقبة له فاستمر المنهزمون ذاهبين إلى نهر بين جبلين فلم يمنكنهم خوضه فكروا راجعين بأجمعهم وكان أول راجع حميد بن قحطبة الذي كان أول من إنهزم ثم اجتلدوا هم وأصحاب إبراهيم فاقتتلوا قتالا شديدا وقتل من كلا الفريقين خلق كثير ثم انهزم أصحاب إبراهيم وثبت هو في خمسمائة وقيل في أربعمائة وقيل في تسعين رجلا واستظهر عيسى بن موسى وأصحابه وقتل إبراهيم في جملة من قتل واختلط رأسه مع رؤس اصحابه فجعل حميد يأتي بالرؤوس إلى عيسى بن موسى حتى عرفوا رأس إبراهيم فببعثوه مع البشير إلى المنصور وكان نيخت المنجم قد دخل على المنصور قبل مجيء الرأس فأخبره أن إبراهيم مقتول فلم يصدقه فقال يا أمير المؤمنين إن لم تصدقني فاحبسني فان لم يكن الأمر كما ذكرت فاقتلني فبينما هو عنده إذ جاء البشير بهزيمة جيش إبراهيم ولما جيء بالرأس تمثل المنصور ببيت معقر بن أوس بن حمار البارقي ... فألقت عصاها واستقر بها النوى ... كما قرعينا بالاياب المسافر ... .
وقيل ان المنصور لما رأى الرأس بكى حتى جعلت دموعه تسقط على الرأس وقال والله لقد كنت لهذا كارها ولكنك ابتليت بي وابتليت بك ثم أمر بالرأس فنصب بالسوق وأقطع نيخبت المنجم الكذاب الفي جريب .
فهذا المنجم إن كان قد أصاب في قضية واحده فقد أخطأ في أشياء كثيرة فهم كذبه كفره وقد كان المنصور في ضلال مع منجمه هذا وقد ورث الملوك اعتقاد أقوال المنجمين وذلك ضلال لايجوز .
وذكر صالح مولى المنصور قال لما جيء برأس إبراهيم جلس المنصور مجلسا عاما وجعل الناس يدخلون عليه فيهنئونه وينالون من إبراهيم ويقبحون الكلام فيه ابتغاء مرضاة المنصور والمنصور ساكت متغير اللون لا يتكلم حتى دخل جعفر بن حنظله البهراني فوقف فسلم ثم قال أعظم الله