بها وأخبرهم أنه لم ينزل بلدا من البلدان إلا وقد بايعوه على السمع والطاعة فبايعه أهل المدينة كلهم إلا القليل .
وقد روى ابن جرير عن الإمام مالك أنه أفتى الناس بمبايعته فقيل له فإن في أعناقنا بيعة للمنصور فقال إنما كنتم مكرهين وليس لمكره بيعه فبايعه الناس عند ذلك عن قول مالك ولزم مالك بينه وقد قال له اسماعيل بن عبدالله بن جعفر حين دعاه إلى بيعته يا ابن أخي إنك مقتول فارتدع بعض الناس عنه واستمر جمهورهم معه فاستناب عليه عثمان بن محمد بن خالد بن الزبير وعلى قضائها عبد العزيز بن المطلب بن عبدالله المخزومي وعلى شرطتها عثمان بن عبدالله ابن عمر بن الخطاب وعلى ديوان العطاء عبدالله بن جعفر بن عبدالله بن مسور بن مخرمه وتلقب بالمهدي طمعا في أن يكون المذكور بالاحاديث فلم يكن به ولا تم له ما رجاه ولا ما تمناه فانا لله وقد ارتحل بعض أهل المدينة عنها ليلة دخلها فطوى المراحل البعيدةإلى المنصور في سبع ليال فورد عليه فوجده نائما في الليل فقال للربيع الحاجب استأذن على الخليفة فقال إنه لا يوقظ في هذه الساعه فقال إنه لا بد من ذلك فأخبر الخليفة فخرج فقال ويحك ما وراءك فقال إنه خرج ابن حسن بالمدينة فلم يظهر المنصور لذلك اكتراثا وانزعاجا بل قال أنت رأيته قال نعم فقال هلك والله وأهلك من اتبعه ثم أمر بالرجل فسجن ثم جاءت الاخبار بذلك فتواترت فأطلقة المنصور وأطلق له عن كل ليلة الف درهم فاعطاه سبعة الآف درهم .
ولما تحقق المنصور الامر من خروجه ضاق ذرعا فقال له بعض المنجمين يا أمير المؤمنين لاعليك منه فوالله لو ملك الارض بحذافيرها فإنه لا يقيم أكثر من سبعين يوما ثم أمر المنصور جميع رؤس الأمراء أن يذهبواإلى السجن فيجتمعوا بعبد الله بن حسن والد محمد فيخبروه بما وقع من خروج ولده ويسمعوا ما يقول لهم فلما دخلوا عليه أخبروه بذلك فقال ما ترون ابن سلامه فاعلا يعني المنصور فقالوا لاندري فقال والله لقد قتل صاحبكم البخل ينبغي له أن ينفق الاموال ويستخدم الرجال فإن ظهر فاسترجاع ما انفق سهل والا لم يكن لصاحبكم شيئ في الخزائن وكان ما خزن لغيره فرجعواإلى الخليفة فأخبروه بذلك وأشار الناس الناس على الخليفة بمناجزته فاستدعى عيسى بن موسى فندبه إلى ذلك ثم قال إني سأكتب إليه كتابا أنذره به قبل قتاله فكتب إليه .
بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله أمير المؤمنين إلى محمد بن عبد الله إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا الآيةإلى قوله فاعلموا أن الله غفور رحيم ثم قال فلك عهد الله وميثاقه وذمته وذمة رسوله إن أنت رجعت إلى الطاعة لأؤمننك