خمس سنين وشهرا وبقي بعد أن بويع للسفاح تسعة اشهر وكان أبيض مشربا بالحمرة أزرق العينين كبير اللحية ضخم الهامة ربعة ولم يكن يخضب ولاه هشام نيابة أذربيجان وأرمينية والجزيرة في سنة أربع عشرة ومائة ففتح بلاد كثيرة وحصونا متعددة في سنين كثيرة وكان لا يفارق الغزو في سبيل الله وقاتل طوائف من الناس الكفار ومن الترك والخزر واللان وغيرهم فكسرهم وقهرهم وقد كان شجاعا بطلا مقداما حازم الرأي لولا أن جنده خذلوه بتقدير الله D لما له من ذلك من حكمة سلب الخلافة لشجاعته وصرامته ولكن الله يخذل ومن يهن الله فماله من مكرم .
قال الزبير بن بكار عن عمه مصعب بن عبدالله كان بنو أمية يرون أنه تذهب منهم الخلافة إذا وليها من أمة أمة فلما وليها مروان هذا أخذت منهم في سنة ثنتين وثلاثيبن ومائة وقد قال الحافظ بن عساكر .
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن أخبرنا سهل بن بشر أنبأ الخليل إبن هبة الله بن الخليل أنبأ عبد الوهاب الكلابي حدثنا أبو الجهم أحمد بن الحسين أنبأ العباس إبن الوليد بن صبح ثنا عباس بن يحيى أبو الحارث حدثني الهيثم بن حمد حدثني راشد بن داود عن أسماء عن ثوبان قال قال رسول الله A ( لاتزال الخلافة في بني أمية يتلقفونها تلقف الغلمان الكرة فاذا خرجت من أيديهم فلا خير في عيش ) هكذا أورده إبن عساكر وهو منكر جدا وقد سأل الرشيد أبا بكر بن عياش خير الخلفاء نحن أو بنوا امية فقال هم كانوا أنفع للناس وأنتم أقوم للصلاة فأعطاه ستة آلاف قالوا وقد كان مروان هذا كثير المروءة كثير العجب يعجبه اللهو والطرب ولكنه كان يشتغل عن ذلك بالحرب .
قال إبن عساكر قرأت بخط أبي الحسين على بن مقلد بن نصر بن منقذ بن الأمير في مجموع له كتب مروان بن محمد إلى جاريته له تركها بالرملة عند ذهابه إلى مصر منهزما ... وما زال يدعوني إلى الصبر ما أرى ... فآبى ويدنيني الذي لك في صدري ... وكان عزيزا أن تبيتي وبيننا ... حجاب فقد أمسيت مني على عشر ... وأنكاهما والله للقلب فاعلمي ... إذا زدت مثليها فصرت على شهر ... وأعظم من هذين والله انني ... أخاف بان لا نلتقي آخر الدهر ... سأبكيك لا مستبقا فيض عبرة ... ولا طالبا بالصبر عاقبة الصبر ... .
وقال بعضهم اجتاز مروان وهو هارب براهب فاطلع عليه الراهب فسلم عليه فقال له يا راهب هل عندك علم بالزمان قال نعم عندي من تلونه ألوان قال هل تبلغ الدنيا من الانسان أن تجعله مملوكا بعد أن كان مالكا قال نعم قال فكيف قال بحبه لها وحرصه على نيل شهواتها