أين الفرار وترك الملك إذ ذهبت ... عنك الهو ينا فلادين ولا حسب ... فراشة الحلم فرعون العقاب وإن ... تطلب نداه فكلب دونه كلب ... .
واحتاز عبدالله ما في معسكر مروان من الأموال والأمتعه والحواصل ولم يجد فيه امرأة سوى جارية كانت لعبد الله بن مروان وكتب إلى ابي العباس السفاح بما فتح الله عليه من النصر وما حصل لهم من الأموال فصلى السفاح ركعتين شكرا لله D وأطلق لكل من حضر الوقعة خمسمائة خمسمائة ورفع في أرزاقهم إلى ثمانين وجعل يتلو قوله فلما فصل طالوت بالجنود الاية .
( صفة مقتل مروان ) .
لما انهزم مروان سار لايلوي على أحد فأقام عبدالله بن علي في مقام المعركة سبعة أيام ثم سار خلفه بمن معه من الجنود وذلك عن أمر السفاح له بذلك فلما مر مروان بحران اجتازها وأخرج أبا محمد السفياني من سجنه واستخلف عليها أبان بن يزيد وهو إبن اخته وزوج ابنته أم عثمان فلما قدم عبدالله على حران خرج إليه أبان بن يزيد مسودا فأمنه عبدالله بن على وأقره على عمله وهدم الدار التي سجن فيها إبراهيم الامام واجتاز مروان قنسرين قاصدا حمص فلما جاءها خرج إليه أهلها بالاسواق والمعايش فأقام بها يومين أو ثلاثةثم شخص منها فلما رأى أهل حمص قلة من معه اتبعوه ليقتلوه ونهبوا ما معه وقالوا مرعوب مهزوم فأدركوه بواد عند حمص فأكمن لهم أميرين فلما تلاحقوا بمروان عطف عليهم فأنشدهم أن يرجعوا فأبو إلا مقاتلته فثار القتال بينهم وثار الكمينان من ورائهم فانهزم الحمصيون وجاء مروان إلى دمشق وعلى نيابتها من جهته زوج ابنته الوليد إبن معاوية بن مروان فتركه بها واجتاز عنها قاصدا إلى الديار المصرية وجعل عبدالله بن علي لا يمر ببلد وقد سودوا فيبايعونه ويعطهم الامان ولما وصل إلى قنسرين وصل إليه أخوه عبد الصمد إبن علي في أربعة آلاف وقد بعثهم السفاح مددا له ثم سار عبدالله حتى أتى حمص ثم سار منها إلىبعلبك ثم منها حتى أتى دمشق من ناحية المزة فنزل بها يومين أو ثلاثة ثم وصل إليه أخوه صالح إبن علي في ثمانية آلاف مددا من السفاح فنزل صالح بمرج عذراء ولما جاء عبدالله بن على دمشق نزل على الباب الشرقي ونزل صالح أخوه على باب الجابية ونزل أبو عون على باب كيسان ونزل بسام على الباب الصغير وحميد بن قحطبه على باب توما وعبد الصمد ويحيى بن صفوان والعباس بن يزيد على باب الفراديس فحاصرها أياما ثم افتتحها يوم الأربعاء لعشر خلون من رمضان هذه السنة فقتل من أهلها خلقا كثيرا وأباحها ثلاث ساعات وهدم سورها ويقال إن أهل دمشق لما حاصرهم عبدالله اختلفوا فيما بينهم ما بين عباسي وأموي فاقتتلوا فقتل بعضهم بعضا وقتلو نائبهم ثم سلموا البلد وكان أول من صعد السور من ناحية الباب الشرقي رجل يقال له عبدالله الطائي ومن