وكتب نصر بن سيار أيضا إلى نائب العراق يزيد بن عمر بن هبيرة يستمده وكتب إليه .
... أبلغ يزيد وخير القول أصدقه ... وقد تحققت أن لا خير في الكذب ... بان أرض خراسان رأيت بها ... بيضا إذا أفرخت حدثت بالعجب ... فراخ عامين إلا انها كبرت ... ولم يطرن وقد سر بلن بالزغب ... فان يطرن ولم يحتل لهن بها ... يلهبن نيران حرب أيما لهيب ... .
فبعث إبن هبيره بكتاب نصر إلى مروان واتفق في وصول الكتاب إليه أن وجدوا رسولا من جهة إبراهيم الإمام ومعه كتاب منه إلى أبي مسلم وهو يشتمه فيه ويسبه ويأمره أن يناهض نصر بن سيار وابن الكرماني ولا يترك هناك من يحسن العربية فعند ذلك بعث مروان وهو مقيم بحران كتابا إلى نائبه بدمشق وهو الوليد بن معاوية بن عبد الملك يأمر فيه أن يذهب إلى الحميمة وهي البلدة التي فيها إبراهيم بن محمد الإمام فيقيده ويرسله إليه فبعث نائب دمشق إلى نائب البلقاء فذهب إلى مسجد البلدة المذكورة وجد إبراهيم الإمام جالسا فقيده وأرسل به إلىدمشق فبعثه نائب دمشق من فوره إلى مروان فأمر به فسجن ثم قتل كما سيأتي .
وأما أبو مسلم فانه لما توسط بين جيش نصر وابن الكرماني كاتب إبن الكرماني إني معك فمال إليه فكتب إليه نصر ويحك لا تغتر فانه إنما يريد قتلك وقتل أصحابك فهلم حتى نكتب كتابا بيننا بالموادعة فدخل إبن الكرماني داره ثم خرج إلى الرحبة في مائة فارس وبعث إلى نصر هلم حتى نتكاتب فأبصر نصر غرة من إبن الكرماني فنهض إليه في خلق كثير فحملوا عليه فقتلوه وقتلوا من جماعته جماعة وقتل إبن الكرماني في المعركة طعنه رجل في خاصرته فخر عن دابته ثم أمر نصر بصلبه وصلب معه جماعة وصلب معه سمكة وانضاف ولده إلى أبي مسلم الخراساني ومعه طوائف من الناس من أصحاب إبن الكرماني فصاروا كتفا واحدا على نصر .
قال إبن جرير وفي هذه السنة تغلب عبدالله بن معاوية بن عبدالله بن جعفر على فارس وكورها وعلى حلوان وقومس واصبهان والري بعد حرب يطول ذكرها ثم التقى عامر بن ضبارة معه باصطخر فهزمه إبن ضبارة وأسر من اصحابه أربعين ألفا فكان منهم عبدالله بن علي بن عبدالله بن عباس فنسبه إبن ضبارة وقال له ما جاء بك مع إبن معاوية وقد علمت خلافة لأمير المؤمنين فقال كان على دين فأتيته فيه فقال إليه [ حرب بن ] قطن بن وهب الهلالي فاستوهبه منه وقال هو إبن أختنا فوهبه له وقال ما كنت لأقدم على رجل من قريش ثم استعلم إبن ضبارة منه أخبار إبن معاوية فذمه ورماه هو وأصحابه باللواط وجيء من الأساري بمائة غلام عليهم الثياب المصبغة وقد كان يعمل معهم الفاحشة وحمل إبن ضبارة عبد الله بن علي على البريد لابن هبيرة ليخبره بما أخبر به