ألا من مبلغ مروان عني ... وعمي الغمر طال بذا حنينا ... بأني قد ظلمت وصار قومي ... على قتل الوليد متابعينا ... فإن أهلك أنا وولي عهدي ... فمروان أمير المؤمنين ... .
ثم قال أبو محمد السفياني لمروان أبسط يدك فكان اولأ من بايعه بالخلافة فمعاوية بن يزيد ين حصين بن نمير ثم بايعه رؤس ؟ أهل الشام من أهل دمشق وحمص وغيرهم ثم قال لهم مروان اختاروا امراء نوليهم عليكم فاختار أهل كل بلد أمير فولاه عليهم فعلى دمشق زامل بن عمر والجبراني وعلى حمص عبدالله بن شجرة الكندي وعلى الأردن الوليد بن معاوية بن مروان وعلى فلسطين ثابت بن نعيم الجذامى ولما استوت الشام لمروان بن محمد رجع إلى حران وعند ذلك طلب منه إبراهيم بن الوليد الذي كان خليفة وابن عمه سليمان بن هشام الأمان فأمنهما وقدم عليه سليمان بن هشام في أهل تدمر فبايعوه ثم لما استقر مروان في حران أقام فيها ثلاثة أشهر فانتقض عليه ما كان انبرم له من مبايعة أهل الشام فنقض أهل حمص وغيرهم فإرسل إلى أهل حمص جيشا فوافوهم ليلة عيد الفطر من هذه السنة وقدم مروان إليها بعد الفطر بيومين فنازلها مروان في جنود كثيرة ومعه يومئذ إبراهيم بن الوليد المخلوع وسليمان بن هشام وهما عنده مكرمان خصيصان لايجلس إلا بهما وقت الغداء والعشاء فلما حاصر حمص نادوه إنا على طاعتك فقال افتحوا باب البلد ففتحوه ثم كان منهم بعض القتال فقتل منهم نحو الخمسمائة أو الستمائة فأمر بهم فصلبوا حول البلد وأمر بهدم بعض سورها وأما أهل دمشق فأما أهل الغوطة فحاصروا أميرهم زامل بن عمر وأمروا عليهم يزيد إبن خالد القسري وثبت في المدينة نائبها فبعث إليه أمير المؤمنين مروان من حمص عسكر نحو عشرة آلاف فلما اقتربوا من دمشق خرج النائب ومن معه والتقوا والعسكر بأهل الغوطة فهزموهم وحرقوا المزة وقرى أخرى معها واستجار يزيد بن خالد القسري وأبو علاقة الكلبي برجل من أهل المزة من لخم فدل عليهم زامل بن عمرو فقتلهما وبعث برأسيهما إلى أمير المؤمنين مروان وهو بحمص وخرج ثابت بن نعيم في أهل فلسطين على الخليفة وأتوا طبرية فحاصروها فبعث الخليفة إليهم جيشا فأجلوهم عنها واستباحوا عسكرهم وفر ثابت بن نعيم هاربا إلى فلسطين فاتبعه الأمير أبو الورد فهزمه ثانية وتفرق عنه أصحابه وأسر أبو الورد ثلاثة من أولاده فبعث بهم إلى الخليفة وهم جرحى فأمر بمداواتهم ثم كتب أمير المؤمنين إلى نائب فلسطين وهو الرماحس بن عبد العزيز الكنانى يأمره بطلب ثابت بن نعيم حيث كان فما زال يتلطف به حتى أخذه أسيرا ؟ وذلك بعد شهرين فبعثه إلى الخليفة وأمر بقطع يديه ورجليه وكذلك جماعة كانوا معه وبعث بهم إلى دمشق فأقيموا على باب مسجدها لأن أهل دمشق كانوا قد أرجفوا بأن ثابت بن نعيم ذهب