تفضيل الخليفة على الرسول وهذا كفر إلا أن يريد بكلامه غير ما يبدو منه والله أعلم .
( والذي يظهر أن هذا لا يصح عنه فإنه كان قائما في إطفاء الضلال والبدع كما قدمنا من قتله للجعد إبن درهم وغيره من أهل الإلحاد وقد نسب إليه صاحب العقد أشياء لا تصح لأن صاحب العقد كان فيه تشيع شنيع ومغالاة في أهل البيت وربما لا يفهم أحد من كلامه ما فيه من التشيع وقد أغتر به شيخنا الذهبي فمدحه بالحفظ وغيره ) .
وقد ذكر إبن جرير وابن عساكر وغيرهما أن الوليد بن يزيد كان قد عزم على الحج في إمارته فمن نيته أن يشرب الخمر على ظهر الكعبة فلما بلغ ذلك جماعة من الأمراء اجتمعوا على قتله وتولية غيره من الجماعة فحذر خالد أمير المؤمنين منهم فسأله أن يسميهم فأبى عليه فعاقبه عقابا شديدا ثم بعت به إلى يوسف بن عمر فعاقبه حتى مات شر قتله وأسوئها وذلك في محرم من هذه السنة أعني سنة ست وعشرين ومائة وذكره القاضي إبن خلكان في الوفيات وقال كان متهما في دينه وقد بنى لأمة كنيسة في داره قال فيه بعض الشعراء وقال صاحب الأعيان كان في نسبه يهود فانتموا إلى القرب وكان يقرب ( من ) شق وسطيح قال القاضي إبن خلكان وقد كانا ابني خالة وعاش كل منهما ستمائة وولدا في يوم واحد وذلك يوم ماتت طريفة بنت الحر بعدما تفلت في فم كل منهما وقالت إنه سيقوم مقامي في الكهانة ثم ماتت من يومها .
وممن توفي في هذه السنة جبلة بن سحيم ودارج أبو السمح وسعيد بن مسروق في قول وسليمان إبن حبيب المحاربى قاضي دمشق وعبد الرحمن بن قاسم شيخ مالك وعبيدالله بن أبي يزيد وعمرو بن دينار وقد ذكرنا تراجمهم في كتاب التكميل .
( ثم دخلت سنة سبع وعشرين ومائة ) .
استهلت هذه السنة والخليفة إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك يوصيه أخيه يزيد الناقص إليه وبايعه الأمراء بذلك وجميع أهل الشام إلا أهل حمص فلم يبايعوه وقد تقدم أن مروان بن محمد الملقب بالحمار كان نائبا بأذربيجان وأرمينيه وتلك كانت لأبيه من قبله وكان نقم على يزيد بن الوليد في قتله الوليد بن يزيد وأقبل في طلب دم الوليد فلما إنتهى إلى حران أناب وبايع يزيد بن الوليد فلم يلبث إلا قليلا حتى بلغه موته فأقبل في أهل الجزيرة حتى وصل فنسرين فحاصر أهلها فنزلوا على طاعته ثم أقبل إلى حمص وعليها عبد العزيز بن الحجاج من جهة أمير المؤمنين إبراهيم بن الوليد فحاصرهم حتى يبايعوا لإبراهيم بن الوليد وقد اصروا على عدم مبايعته فلما بلغ عبد العزيز قرب مروان بن محمد ترحل عنها وقدم مروان إليها فبايعوه وساروا معه قاصدين دمشق ومعهم جند