فمر به بعد ذلك وقد وضع الطعام ونصب موائد العسل فوقف به رجاء وقال يا ابا بكر ما هذا بالذي فارقتنا عليه فقال له الزهري انزل فان السخي لا تؤدبه التجارب وقد انشد بعضهم في هذا المعنى ... له سحائب جود في انامله ... يقول في العسر ان ايسرت ثانية ... حتى اذا عاد أيام اليسار له ... امطارها الفضة البيضاء والذهب ... اقصرت عن بعض ما اعطى وما اهب ... رايت امواله في الناس تنتهب وقال ... .
الواقدي ولد الزهري سنة ثمان وخمسين وقدم في سنة اربع وعشرين ومائة الى امواله بثلاث بشعب زبدا فأقام بها فمرض هاك ومات واوصى ان يدفن على قارعة الطريق وكانت وقفاته لسبع عشرة من رمضان في هذه السنة وهو ابن خمس وسبعين سنة قالوا وكان ثقة كثير الحديث والعلم والرواية فقيها جامعا وقال الحسين بن المتوكل العسقلاني رأيت قبر الزهري بشعب زيدا من فلسطين مسنما مجصصا وقد وقف الاوزاعي يوما على قبره فقال يا قبر كم فيك من علم ومن حلم يا قبر كم فيك من علم ومن كرم وكم جمعت روايات واحكاما وقال الزبير بن بكار توفي الزهري بامواله بشعب ثنين ليلة الثلاثاء لسبع عشر ليلة خلت من رمضان سنة اربع وعشرين ومائة عن ثنتين وسبعين سنة ودفن على قارعة الطريق ليدعو له المارة وقيل انه توفي سنة ثلاث وعشرين ومائة وقال ابو معشر سنة خمس وعشرين ومائة والصحيح الاول والله اعلم فصل .
وروى الطبراني عن اسحاق ابن ابراهيم حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال اخبرني صالح بن كيسان قال اجتمعت انا والزهري ونحن نطلب العلم فقلنا نحن نكتب السنن فكتبنا ما جاء عن النبي ( ص ) ثم قال لي هلم فلنكتب ما جاء عن اصحابه فانه سنة فقلت انه ليس بسنة فلا نكتب قال فكتب ما جاء عنهم ولم اكتب فانجح وضيعت وروى الامام احمد عن عن معمر قال كنا نرى انا قد اكثرنا عن الزهري حتى قتل الوليد فاذا الدفاتر قد حملت على الدواب من خزانته يقول من علم الزهري وروى عن الليث بن سعد قال وضع الطست بين يدي ابن شهاب فتذكر حديثا فلم تزل يده في الطست حتى طلع الفجر وصححه وروى اصبغ بن الفرج عن ابن وهب عن يونس عن الزهري قال للعلم واد فاذا هبطت واديه فعليك بالتؤدة حتى تخرج منه فإنك لا تقطعه حتى يقطع بك وقال الطبراني حدثنا احمد بن يحيى تغلب حدثنا الزبير بن بكار حدثني محمد بن الحسن بن زبالة عن مالك بن انس عن الزهري قال خدمت عبيد الله بن عتبة حتى ان كان خادمه ليخرج فيقول من بالباب فتقول الجارية غلامك الاعمش فتظن اني غلامه واني كنت لاخدمه