وقال بعضهم اكتري اياس بن معاوية من الشام قاصدا الحج فركب معه في المحارة غيلان القدري ولا يعرف احدهما صاحبه فمكثا ثلاثا لا يكلم احدهما الاخر فلما كان بعد ثلاث تحادثا فتعارفا وتعجب كل واحد منهما من اجتماعه مع صاحبه لمباينة ما بينها في الاعتقاد في القدر فقال له اياس هؤلاء اهل الجنة يقولون حين يدخلون الجنة الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله ويقول اهل النار ربنا غلبت علينا شقوتنا وتقول الملائكة سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا ثم ذكر له من اشعار العرب وامثال العجم ما فيه اثبات القدر ثم اجتمع مرة اخرى اياس وغيلان عند عمر بن عبد العزيز فناظر بينهما فقهره اياس ومازال يحصره في الكلام حتى اعترف غيلان بالعجز واظهر التوبة فدعا عليه عمر بن عبد العزيز ان كان كاذبا ن فاستجاب الله منه فأمكن من غيلان فقتل وصلب بعد ذلك ولله الحمد والمنة .
ومن كلام اياس الحسن لان يكون في فعال الرجال فضل عن مقالة خير من ان يكون في مقاله فضل عن فعاله وقال سفيان ين حسين ذكرت رجلا بسوء عند اياس بن معاوية فنظر في وجهي وقال اغزوت الروم قلت لا قال السند والهند والترك قلت لا قال افسلم منك الروم والسند والهند والترك ولم يسلم منك اخوك المسلم قال فلم اعد بعدها وقال الاصمعي عن ابيه رأيت اياس بن معاوية في بيت ثابت البناني واذا هو احمر طويل الذراع غليظ الثياب يلون عمامته وهو قد غلب على الكلام فلا يتكلم معه احد الا علاه وقد قال له بعضهم ليس فيك عيب سوى كثرة كلامك فقال بحق اتكلم ام بباطل فقيل بل بحق فقال كلما كثر الحق فهو خير ولامه بعضهم في لباسه الثياب الغليظ فقال انما البس ثوبا يخدمني ولا البس ثوبا اخدمه وقال الاصمعي قال اياس بن معاوية ان اشرف خصال الرجل صدق اللسان ومن عدم فضيلة الصدق فقد فجع بأكرم اخلاقه وقال بعضهم سأل رجل اياسا عن النبيذ فقال هو حرام فقال الرجل فأخبرني عن الماء فقال حلال قال فالكسور قال حلالل قال فالتمر حلال قال فما بالله اذا اجتمع حرم فقال اياس أرأيت لورميتك بهذه الحفنة من التراب اتوجعك قال لا قال فهذه الحفنة من التبن قال لا توجعني قالأ فهذه الغرفة من الماء قال لا توجعني شيئا قال افرأيت ان خلطت هذا بهذا وهذا بهذا حتى صار طينا ثم تركته حتى استحجر ثم رميتك ايوجعك قال أي والله وتقتلني قال فكذلك تلك الاشياء اذا اجتمعت وقال المدائني بعث عمر بن عبد العزيز عدي بن ارطأة على البصرة نائبا وامره ان يجمع بين اياس والقاسم بن ربيعة الجوشني فأيهما كان افقه فليوله القضاء فقال اياس وهو يريد ان لا يتولى ايها الرجل سل فقيهي البصرة الحسن وابن سيرين وكان اياس لا يأتيهما فعرف القاسم انه ان سألهما اشار به يعني بالقاسم لانه كان