فقال له البواب من هذا قال البطال فقلت انا سياف الملك ورسوله الى البطريق فأخذ لي طريقا اليه فلما دخلت عليه اذا هو جالس على سرير فجلست معه على السرير الى جانبه ثم قلت له اني قد جئتك في رسالة فمر هؤلاء فلينصرفوا فأمر من عنده فذهبوا قال ثم قام فأغلق باب الكنيسة علي وعليه ثم جاء فجلس مكانه فاخترطت سيفي وضربت به رأسه صفحا وقلت له انا البطال فأصدقني عن السرية التي ارسلتها الى بلادك والا ضربت عنقك الساعة فأخبرني ما خبرها فقال هم في بلادي ينتهبون ما تهيأ لهم وهذا كتاب قد جاءني يخبر انهم في وادي كذا وكذا والله لقد صدقتك فقلت هات الامان فأعطانى الامان فقلت ايتني بطعام فأمر اصحابه فجاؤا بطعام فوضع لي فأكلت فقمت الانصرف فقال لاصحابه اخرجوا بين يدي رسول الملك فانظلقوا يتعادون بين يدي وانطلقت الى ذلك الوادي الذي ذكر فاذا اصحابي هنالك فأخذتهم ورجعت الى المصيصة فهذا اغرب ما جرى .
قال الوليد واخبرني بعض شيوخنا انه رأى البطال وهو قافل من حجته وكان قد شغل بالجهاد عن الحج وكان يسأل الله دائما الحج ثم الشهادة فلم يتمكن من حجة الاسلام الا في السنة التي استشهد فيها C تعالى وكان سبب شهادته ان ليون ملك الروم خرج من القسطنطينية في مائة الف فارس فبعث البطريق الذى البطال متزوج بابنته التي ذكرنا امرها الى البطال فأخبره يخبره بذلك فأخبر البطال امير عساكر المسلمين بذلك وكان الامير مالك بن شبيب وقال له المصلحة تقتضي ان نتحصن في مدينة حران فنكون بها حتى يقدم علينا سليمان بن هشام في الجيوش الاسلامية فأبى عليه ذلك ودهمهم الجيش فاقتتلوا قتالا شديدا والابطال تحوم بين يدي البطال ولا يتجاسر احد ان ينوه باسمه خوفا عليه من الروم فاتفق ان ناداه بعضهم وذكر اسمه غلطا منه فلما سمع ذلك فرسان الروم حملوا عليه حملة واحدة فاقتلعوه من سرجه برماحهم فألقوه الى الارض ورأى الناس يقتلون ويأسرون وقتل الامير الكبير مالك بن شبيب وانكسر المسلمون وانطلقوا الى تلك المدينة الخراب فتحصنوا فيها واصبح اليون فوقف على مكان المعركة فاذا البطال بآخر رمق فقال له ليون ما هذا يا ابا يحيى فقال هكذا تقتل الابطال فاستدعى ليون بالاطباء ليداووه فاذا جراحه قد وصلت الى مقاتله فقال له ليون هل من حاجة يا ابا يحي قال نعم فأمر من معك من المسلمين ان يلوا غسلي والصلاة علي ودفني ففعل الملك ذلك واطلق الاجل ذلك اولئك الاسارى وانطلق ليون الى جيش المسلمين الذين تحصنوا فحاصرهم فينما هم في تلك الشدة والحصار اذ جائتهم البرد بقدوم سليمان بن هشام في الجيوش الاسلامية ففر ليون في جيشه الخبيث هاربا رجعا الى بلاده قبحه الله فدخل القسطنطينية وتحصن بها