والسنة قالوا فلم تقاتل هؤلاء اذا قال ان هؤلاء ليسوا كأولئك ان هؤلاء ظلموا الناس وظلموا انفسهم واني ادعو الى كتاب الله وسنة نبيه ص واحياء السنن واماتة البدع فان تسمعوا يكن خيرا لكم ولي وان تأبوا فلست عليكم بوكيل فرفضوه وانصرفوا عنه ونقضوا بيعته وتركوه فلهذا سموا الرافضة يومئذ ومن تابعه من الناس على قوله سموا الزيدية وغالب اهل الكوفة منهم رافضة وغالب اهل مكة الى اليوم على مذهب الزيدية وفي مذهبهم حق وهو تعديل الشيخين وباطل وهو اعتقاد تقديم على عليهما وليس على مقدما عليهما بل ولا عثمان على اصح قولي اهل السنة الثابتة والاثار الصحيحة الثابتة عن الصحابة وقد ذكرنا ذلك في سيرة ابي بكر وعمر فيما تقدم ثم ان زيدا عزم على الخروج بمن بقي معه من اصحابه فواعدهم ليلة الاربعاء من مستهل صفر من هذه السنة فبلغ ذلك يوسف بن عمر فكتب الى نائبه على الكوفة وهو الحكم بن الصلت يأمره بجمع الناس كلهم في المسجد الجامع فجمع الناس لذلك في يوم الثلاثاء سلخ المحرم قبل خروج زيد بيوم وخرج زيد ليلة الاربعاء في برد شديد ورفع اصحابه النيران وجعلوا ينادون يا منصور يا منصور فلما طلع الفجر اذا قد اجتمع معه مائتان وثمانية عشر رجلا فجعل زيد يقول سبحان الله اين الناس فقيل هم في المسجد محصورون وكتب الحكم الى يوسف يعلمه بخروج زيد بن علي فبعث اليه سرية الى الكوفة وركبت الجيوش مع نائب الكوفة وجاء يوسف بن عمر ايضا في ظائفة كبيرة من الناس فالتقى بمن معه جرثومة منهم فيهن خمسماية فارس ثم اتى الكناسة فحل على جمع من اهل الشام فهزمهم ثم اجتاز بيوسف بن عمر وهو واقف فوق تل وزيد في مائتي فارس ولو قصد يوسف بن عمر لقتله ولكن اخذ ذات اليمين وكلما لقي طائفة هزمهم وجعل اصحابه ينادون يا اهل الكوفة اخرجوا الى الدين والعز والدنيا فانكم لستم في دين ولا عز ولا دنيا ثم لما امسوا انضاف اليه جماعة من اهل الكوفة وقد قتل بعض اصحابه في اول يوم فلما كان اليوم الثاني اقتتل هو وظائفة من اهل الشام فقتل منهم سبعين رجلا وانصرفوا عنه بشر حال وامسوا فعبأ يوسف بن عمر جيشه جدا ثم اصبحوا فالتقوا مع زيد فكشفهم حتى اخرجهم الى السبخة ثم شد عليهم حتى اخرجهم الى بني سليم ثم تبعهم في خيله ورجله حتى اخذوا على الشاه ثم اقتتلوا هناك قتالا شديدا جدا حتى كان جنح الليل رمى زيد بسهم فأصاب جانب جهته اليسرى فوصل الى دماغه فرجع ورجع اصحابه ولا يطن اهل الشام انهم رجعوا إلا لاجل المساء والليل وادخل زيد في دار في سكة البريد وجيء بطبيب فانتزع ذلك السهم من جبهته فما عدا ان انتزعه حتى مات في ساعته C .
فاختلف اصحابه اين يدفنونه فقال بعضهم البسوه درعه والقوه في الماء وقال بعضهم