وحج بالناس فيها محمد بن هشام بن اسماعيل نائب مكة والمدينة والطائف ونائب العراق يوسف بن عمر ونائب خراسان نصر بن سيار وعلى ارمينية مروان بن محمد .
ذكر من توفى فيها من الاعيان .
زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب .
والمشهور انه قتل في التي بعدها كما سيأتي بيانه ان شاء الله .
مسلمة بن عبد الملك ابن مروان القرشي الاموي ابو سعيد وابو الاصبغ الدمشقي قال ابن عساكر وداره بدمشق في حجلة القباب عند باب الجامع القبلي ولي الموسم ايام اخيه الوليد وغزا الروم غزوات وحاصر القسطنطينية وولاه اخوه يزيد امرة العراقيين ثم عزله وتولى ارمينية وروى الحديث عن عمر بن عبد العزيز وعنه عبد الملك بن ابي عثمان وعبيد الله بن قزعة وعيينة والد سفيان بن عينية وبن ابي عمران ومعاوية بن خديج بن يحيى الغساني .
قال الزبير بن بكار كان مسلمة من رجال بني امية وكان يلقب بالجرادة الصفراء وله آثار كثيرة وحروب ونكاية في العدو من الروم وغيرهم قلت وقد فتح حصونا كثيرة من بلاد الروم ولما ولى ارمينية غزا الترك فبلغ باب الابواب فهدم المدينة التي عنده ثم اعاد بناءها بعد تسع سنين وفي سنة ثمان وتسعين غزا القسطنطينية فحاصرها وافتتح مدينة الصقالبة وكسر ملكهم البرجان ثم عاد الى محاصرة القسطنطينية قال الاوزاعي فأخذه وهو يغازيهم صداع عظيم في رأسه فبعث ملك الروم اليه بقلنسوة وقال ضعها على رأسك يذهب صداعك فخشي ان تكون مكيدة فوضعها على رأس بهيمة فلم ير الا خيرا ثم وضعها على رأس بعض أصحابه فلم ير الا خيرا فوضعها على رأسه فذهب صداعه ففتقها فاذا فيها سبعون سطرا هذه الاية ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا الاية مكررة لا غير رواه ابن عساكر .
وقد لقي مسلمة في حصاره القسطنطينية شدة عطيمة وجاع المسلمون عندها جوعا شديدا فلما ولى عمر بن عبد العزيز ارسل اليهم البريد يأمرهم بالرجوع الى الشام فحلف مسلمة ان لا يقلع عنهم حتى يبنوا له جامعا كبيرا بالقسطنطينية فبنوا له جامعا ومنارة فهو بها الى الان يصلى فيه المسلمون الجمعة والجماعة قلت وهي آخر ما يفتحه المسلمون قبل خروج الدجال في آخر الزمان كما ستورده في الملاحم والفتن من كتابنا هذا ان شاء الله ونذكر الاحاديث الواردة في ذلك هناك وبالجملة كانت لمسلمة مواقف مشهورة ومساعي مشكورة وغزوات متتالية منثورة وقد افتتح حصونا وقلاعا واحيا بعزمه قصوارا وبقاعا وكان في زمانه في الغزوات نظير خالد بن الوليد