فانتهره وامره بالاقامة وتقدم يوسف فصلى وقرأ اذا وقعت الواقعة و سأل سائل ثم انصرف فبعث الى خالد وطارق واصحابهما فاحضروا فأخذ منهم اموالا كثيرة صادر خالدا بمائة الف الف درهم وكانت ولاية خالد في شوال سنة خمسين ومائة وعزل عنها في جمادى الاولى من هذه السنة اعني سنة عشرين ومائة وفي هذا الشهر قدم يوسف بن عمر على ولاية العراق مكان خالد بن عبد الله القسري واستناب على خراسان جديع بن علي الكرماني وعزل حعفر بن حنظلة الذي كان استنابه اسد ثم ان يوسف بن عمر عزل جديعا في هذه السنة عن خراسان وولى عليها نصر ابن سيار وذهب جميع ما كان اقتناه وحصله خالد من العقار والاملاك وهلة واحدة وقد كان اشار عليه بعض اصحابه لما بلغهم عتب هشام عليه ان يبعث اليه يعرض عليه بعض املاكه فما احب منها اخذه وما شاء ترك وقالوا له لان يذهب البعض خير من ان يذهب الجميع مع العزل والاخراق فامتنع من ذلك واغتر بالدنيا وعزت نفسه عليه ان يذل ففجأة العزل وذهب ما كان حصله وجمعه ومنعه واستقرت ولاية يوسف بن عمر على العراق وخراسان واستقرت نيابة نصر بن سيار على خراسان فتمهدت البلاد وامن العباد والله الحمد والمنة وقد قال سوار بن الاشعري في ذلك ... اضحت خراسان بعد الخوف آمنة ... لما اتى يوسفا اخبار مالقيت ... من ظلم كل غشوم الحكم جبار ... اختار نصرا لها نصر بن سيار ... .
وفي هذه السنة استبطأت شيعة ال العباس كتاب محمد بن علي اليهم وقد كان عتب عليهم في اتباعهم ذلك الزنديق الملقب بخداش وكان خرميا وهو الذي احل لهم المنكرات وجنس المحارم والمصاهرات فقتله خالد القسري كما تقدم فعتب عليهم محمد بن علي في تصديقهم له واتاعهم اياه علي الباطل فلما استبطأوا كتابه اليهم بعث اليهم رسولا يخبرلهم امره وبعثواهم ايضا رسولا فلما جاء سولهم اعلمه محمد بماذا عتب عليهم بسبب الخرمي ثم ارسل مع الرسول كتابا مختوما فلما فتحوه لم يجدوا فيه سوى بسم الله الرحمن الرحيم تعلموا انه انما عتبنا عليكم بسبب الخرمي ثم ارسل رسولا اليهم فلم يصدقه كثير منهم وهموا به ثم جاءت من جهته عصى ملويا عليها حديد ونحاس فعلموا ان هذا اشارة لهم الى انهم عصاة وانهم مختلفون كاختلاف الوان النحاس والحديد قال ابن جرير وحج بالناس فيها محمد بن هشام المخزومي فيما قاله ابو معشر قال وقد قيل ان الذي حج بالناس سليمان بن هشام بن عبد الملك وقيل ابنه يزيد بن هشام فالله سبحانه وتعالى اعلم .
ثم دخلت سنة احدى وعشرين ومائة .
ففيها غزا مسلمة بن هشام الروم فافتتح مطامير وهو حصن وافتتح مروان بن محمد بلاد صاحب الذهب واخذ قلاعه وخرب ارضه فإذعن له بالحزية في كل سنة بألف رأس يؤديها اليه واعطاه