دين حيث ما زال زال معه لا يخلفه في الرحال ولا يأتمن عليه الرجال وقال في قوله تعالى فلا اقسم بالنفس اللوامة قال لا تلقى المؤمن إلا يلوم نفسه ما أردت بكلمة كذا ما أردت بآكلة كذا ما أردت يمجلس كذا واما الفاجر فيمضي قدما قدما لا يلوم نفس وقال تصبروا وتشددوا فإنما هي ليال تعد ونما انتم ركب وقوف يوشك آن يدعي أحدكم فيجيب ولا يلتفت فاتقلبوا بصالح ما بحضرتكم آن هذا الحق اجهد الناس وحال بينهم وبين شهواتهم وإنما يصبر على هذا الحق من عرف فضله وعاقبته وقال لايزال العبد بخير ما كان له واعظ من نفسه وكانت المحاسبة من همته .
وقال ابن آبى الدنيا في محاسبة النفس حدثنا عبد الله حدثنا إسماعيل بن زكريا حدثنا عبد الله ابن المبارك عن معمر عن يحي بن المختار عن الحسن قال المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه لله D وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا وإنما شق الحساب يوم القيامة على أقوام اخذوا هذا الآمر من غير محاسبة آن المؤمن يفجاء الشيء ويعجبه فيقول والله انك لمن حاجتي واني لاشتهيك ولكن والله مامن صلة إليك هيهات حيل بيني وبينك ويفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسه فيقول ما أردت إلى هذا أبدا آن شاء الله آن المؤمنين قوم قد أوثقهم القران وحال بينهم وبين هلكتهم آن المؤمن أسير في الدنيا يسعى في فكاك رقبته لايامن شيئا حتى يلقى الله D يعلم انه مأخوذ عليه في سمعه وبصره ولسانه وفي جوارحه كلها وقال الرضا صعب شديد وإنما معول المؤمن الصبر وقال ابن آدم عن نفسك فكايس فانك آن دخلت النار لم تجير بعدها أبدا وقال ابن الدنيا أنبا إسحاق بن إبراهيم قال سمعت حماد بن زيد يذكر عن الحسن قال المؤمن في الدنيا كالغريب لا ينافس في غيرها ولا يجزع من ذلها للناس حال وله حال الناس منه في راحة ونفسه منه في شغل وقال لولا البلاء ما كان في أيام قلائل ما يهلك المرء نفسه وقال أدركت صدر هذه الآمة وخيارها وطال عمري فيهم فو الله انهم كانوا فيما أحل الله لهم ازهد منكم فيما حرم لله عليكم أدركتهم عاملين بكتاب ربهم متبعين سنة نبيهم ما طوى أحدهم ثوبا و لا جعل بينه و بين الأرض شيئا و لا أمر أهله بصنع طعام كان أحدهم يدخل منزله فإن قرب إليه شيء آكل وإلا سكت فلا يتكلم في ذلك وقال آن المنافق إذا صلى صلى رياء آو حياء من الناس آو خوفا وذا صلى صلى فقراهم الدنيا وان فاتته الصلاة لم يندم عليها ولم يحزنه فواتها .
وقال الحسن فيما رواه عنه صاحب كتاب النكت من جعل الحمد له على النعم خصنا وحابسا وجعل أداء الزكاة على المال سياجا وحارسا وجعل العلم له دليلا وسائسا أمن العطب وبلغ أعلى الرتب ومن كان للمال قانصا وله عن الحقوق حابسا وشغله والهاه عن طاعة الله كان لنفسه ظالم