والتوفير عليهم وأدى الأمانة فيما استرعى وإياك أن يكون ميلك ميلا إلى غير الحق فإن الله لا تخفى عليه خافية ولا تذهبن عن الله مذهبا فإنه لا ملجأ من الله إلا إليه وكتب مثل ذلك مواعظ كثيرة إلى العمال وقال البخاري في صحيحه وكتب عمر إلى عدي بن عدي إن للإيمان فرائض وشرائع وحدودا وسننا من استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان فإن أعش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها وإن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص .
وفيها كان بدو دعوة بني العباس .
وذلك أن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وكان مقيما بأرض أنشراة بعث من جهته رجلا يقال له ميسرة إلى العراق وأرسل طائفة أخرى وهم محمد بن خنيس وأبو عكرمة السراج وهو أبو محمد الصادق وحيان العطار خال إبراهيم بن سلمة إلى خراسان وعليها يومئذ الجراح ابن عبد الله الحكمي قبل أن يعزل في رمضان وأمرهم بالدعاء إليه وإلى أهل بيته فلقوا من لقوا ثم انصرفوا بكتب من استجاب منهم إلى ميسرة الذي بالعراق فبعث بها إلى محمد بن علي ففرح بها واستبشر وسره أن ذلك أول مبادئ أمر قد كتب الله إتمامه وأول رأي قد أحكم الله إبرامه أن دولة بني أمية قد بان عليها مخايل الوهن والضعف ولا سيما بعد موت عمر بن عبد العزيز كما سيأتي بيانه وقد اختار أبو محمد الصادق لمحمد بن علي اثنى عشر نقيبا وهم سليمان بن كثير الخزاعي ولا هز بن قريظ التميمي وقحطبة بن شبيب الطائي وموسى بن كعب التميمي وخالد بن إبراهيم أبو داود من بني عمرو بن شيبان بن ذهب والقاسم بن مجاشع التميمي وعمران بن إسماعيل أبو النجم مولى لآل أبي معيط ومالك بن الهيثم الخزاعي وطلحة بن زريق الخزاعي وعمرو ابن أعين أبو حمزة مولى لخزاعة وشبل بن طهمان أبو علي الهروي مولى لبني حنيفة وعيسى ابن أعين مولى لخزاعة أيضا واختار سبعين رجلا أيضا وكتب إليهم محمد بن علي كتابا يكون مثالا وسيرة يقتدون بها ويسيرون بها .
وقد حج بالناس في هذه السنة أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم نائب المدينة والنواب على الأمصار هم المذكورون في التي قبلها سوى من ذكرنا ممن عزل وتولى غيره والله أعلم ولم يحج عمر ابن عبد العزيز في أيام خلافته لشغله بالأمور ولكنه كان يبرد البريد إلى المدينة فيقول له سلم على رسول الله ( ص ) عني وسيأتي باسناده إن شاء الله .
وممن توفي فيها من الأعيان .
( سالم بن أبي الجعد الأشجعي ) مولاهم الكوفي أخو زياد وعبد الله وعبيد الله وعمران