ابن عقب صاحب الملحمة وهو تابعي جليل روى عن أبيه وكانت له صحبة وتميم الداري وعبادة بن الصامت ومعاوية وكعب الأحبار وغيرهم وعنه جماعة منهم عبادة بن نسى كان روح عند عبد الملك كالوزير لا يكاد يفارقه وكان مع أبيه مروان بوم مرج راهط وقد أمره يزيد بن معاوية على جند فلسطين وزعم مسلم بن الحجاج أن روح بن زنباع كانت له صحبة ولم يتابع مسلم على هذا القول والصحيح أنه تابعي وليس بصحابي ومن مآثره التي نفرد بها أنه كان كلما خرج من الحمام يعتق نسمة قال ابن زيد مات سنة أربع وثمانين بالأردن وزعم بعضهم أنه بقى إلى أيام هشام بن عبد الملك وقد حج مرة فنزل على ماء بين مكة والمدينة فأمر فأصلحت له أطعمة مختلفة الألوان ثم وضعت بين يديه فبينما هو يأكل إذ جاء راع من الرعاة يرد الماء فدعاه روح بن زنباع إلى الأكل من ذلك الطعام فجاء الراعي فنظر إلى طعامه وقال إني صائم فقال له روح في مثل هذا اليوم الطويل الشديد الحر تصوم يا راعي فقال الراعي أفأغبن أيامي من أجل طعامك ثم إن الراعي ارتاد لنفسه مكانا فنزله وترك روح بن زنباع فقال روح بن زنباع ... لقد ضننت بأيامك يا راعي ... * إذ جاد بها روح بن زنباع ... .
ثم إن روحا بكى طويلا وأمر بتلك الأطعمة فرفعت وقال انظروا هل تجدون لها آكلا من هذه الأعراب أو الرعاة ثم سار من ذلك المكان وقد أخذ الراعي بمجامع قلبه وصغرت إليه نفسه والله سبحانه وتعالى أعلم .
ثم دخلت سنة خمس وثمانين .
فيها كما ذكر ابن جرير كان مقتل عبد الرحمن بن الأشعث فالله أعلم وفيها عزل الحجاج عن إمرة خراسان يزيد بن المهلب وولى عليها أخاه المفضل بن المهلب وكان سبب ذلك أن الحجاج وفد مره على عبد الملك فلما انصرف مر بدير فقيل له ان فيه شيخا كبيرا من أهل الكتاب عالما فدعى فقال يا شيخ هل تجدون في كتبكم ما أنتم فيه وما نحن فيه قال نعم قال له فما تجدون صفة أمير المؤمنين قال نجده ملكا أقرع من يقم في سبيله بصرع قال ثم من قال ثم رجل يقال له الوليد قال ثم ماذا قال ثم رجل اسمه إسم نبي يفتح به على الناس قال فتعرفني له قال قد أخبرت بك قال أفتعرف مآلي قال نعم قال فمن يلي العراق بعدي قال رجل يقال له يزيد قال أفي حياتي أو بعد موتي قال لا أدري قال أفتعرف صفته قال يغدر غدرة لا أعرف غيرها قال فوقع في نفس الحجاج أنه يزيد بن المهلب وسار سبعا وهو وجل من كلام الشيخ ثم بعث إلى عبد الملك يستعفيه من ولاية العراق ليعلم مكانته عنده فجاء الكتاب بالتقريع والتأنيب والتوبيخ والأمر بالثبات والإستمرار على ما هو عليه ثم إن الحجاج جلس يوما مفكرا واستدعى