العصا فلما قرأ كتابه من يده وقال ... ولا ألين لغير الحق أسأله ... حتى تلين لضرس الماضع الحجر ... .
فلما مات يزيد بن معاوية وابنه معاوية بن يزيد من بعده قريبا استفحل أمر عبد الله بن الزبير جدا وبويع له بالخلافة فى جميع البلاد الأسلامية وبايع له الضحاك بن قيس بدمشق وأعمالها ولكن عارضه مروان بن الحكم فى ذلك وأخذ الشام ومصر من نواب ابن الزبير ثم جر ؟ السرايا الى العراق ومات وتولى بعده عبد الملك بن مروان فقتل مصعب بن الزبير بالعراق وأخذها ثم بعث الى الحجاج فحاصر ابن الزبير بمكة قريبا من سبعة أشهر حتى ظفر به فى يوم الثلاثاء سابع عشر جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين .
وكانت ولاية ابن الزبير فى سنة أربع وستين وحج بالناس فيها كلها وبنى الكعبة فى ايام ولايته كما تقدم وكساها الحرير وكانت كسوتها قبل ذلك الانطاع والمسوح وكان ابن الزبير عالما عابدا مهيبا وقورا كثير الصيام والصلاة شديد الخشوع جيد السياسة قال أبو نعيم الأصبهانى حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق الثقفى ثنا أحمد بن سعيد الدارمى ثنا أبو عاصم عن عمر بن قيس قال كان لابن الزبير مائة غلام يتكلم كل غلام منهم بلغة غير لغة الآخر وكان ابن الزبير يكلم كل واحد منهم بلغته وكنت إذا نظرت إليه فى أمر دنياه قلت هذا رجل لم يرد الله والدار الآخرة طرفة عين وإذا نظرت إليه فى أمر آخرته قلت هذا رجل لم يرد الدنيا طرفة عين وقال الثورى عن الأعمش عن أبى الضحى قال رأيت على رأس ابن الزبير من المسك ما لو كان لى كان رأس مال وكان يطيب الكعبة حتى كان يوجد ريحها من مسافة بعيدة وقال ابن المبارك عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال دخل ابن الزبير على امرأته بنت الحسن فرأى ثلاثة مثل يعنى أفرشة فقال هذا لى وهذا لابنة الحسن وهذا للشيطان فأخرجوه وقال الثورى عن عبد الله بن أبى بشير عن عبد الله بن مساور قال سمعت ابن عباس يعاتب ابن الزبير على البخل ويقول قال رسول الله ص ليس بالمؤمن من يبيت شبعان وجاره إلى جنبه جائع وقال الامام أحمد حدثنا إسماعيل بن أبان الوراق ثنا يعقوب عن جعفر بن أبى المغيرة عن ابن أبزى عن عثمان بن عفان قال قال له عبد الله بن الزبير حين حصر إن عندى نجائب قد أعددتها لك فهل لك أن تتحول إلى مكة فيأتيك من أراد أن يأتيك قال لا إنى سمعت رسول الله ص يقول يلحد كبش من قريش اسمه عبد الله عليه مثل أوزار الناس وهذا الحديث منكر جدا وفى إسناده ضعف ويعقوب هذا هو القمى وفيه تشيع ومثل هذا لا يقبل تفرده به وبتقدير صحته فليس هو بعبد الله ابن الزبير فانه كان على صفات حميدة وقيامه فى الامارة إنما كان لله D ثم هو كان الامام